غالباً ما يقوم قراصنة الإنترنت بعمليات اختراق أو هجمات إلكترونيّة بهدف التخريب والتعلّم أو الحصول على أموال، أو إظهار قدراتهم في القرصنة، أو تحقيق أهداف أخلاقيّة وإنسانيّة، أو سرقة أسرار الشركات والصناعات الدقيقة أو غيرها. واجتمعت هذه الأهداف فى قراصنة الكومبيوتر («هاكرز» Hackers) الذين هاجموا البنية المعلوماتية والشبكية المتّصلة بتقنيّات الصناعات الدقيقة لدى إسرائيل. هناك تعاطف كبير من جماعة ال «هاكرز» المعروفة باسم «أنونيموس» Anonymous (وهي اشتهرت عربيّاً بسبب مساندتها تحرّكات «الربيع العربي») مع فلسطينيي غَزّة، في سياق الحروب التي تشنها إسرائيل عليها من حين إلى آخر، إذ عملت تلك المجموعة على إلحاق أضرار كبيرة بالمواقع الاسرائيليّة إبّان الحرب على غَزّة عام 2012. وفي سياق العملية العسكريّة الإسرائيليّة الجارية في غزّة، شنت جماعة «أنونيموس» هجمات إلكترونية قاسية على مئات من المواقع الحكوميّة الإسرائيليّة، شملت مواقع وزارات الدفاع والتعليم والعدل، وموقع شرطة تل أبيب، إضافة إلى مواقع مئات من الشركات الإسرائيليّة الخاصة، وفق صحيفة «ديجيتال جورنال». كذلك نجح أعضاء في «أنونيموس» في الحصول على مئات من كلمات المرور وأسماء المستخدمين، لمواقع إسرائيلية مهمة. وعمدت المجموعة عينها إلى جعل تلك المواقع مكشوفة، كي يسهل على مجموعات أخرى اختراقها. تعاطف دولي ذكر تقرير «ديجيتال جورنال» أن جماعة «أنونيموس» شنّت هجمات على 100 ألف موقع إسرائيلى خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ما كلّف الدولة العبريّة قرابة 3 بلايين دولار. ووصل متوسط عدد الهجمات يومياً إلى قرابة مليون هجمة إلكترونية، وفق صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وإضافة إلى ال «هاكرز» الفلسطينيين، هناك مجموعات إلكترونيّة من دول مختلفة يربط بينها تعاطفها مع الشعب الفلسطيني. وتضم صفوف تلك المجموعات محترفين وهواة مبتدئين ممن يشار إليهم باسم «طفوليو التشفير» script kiddies. ويشير المصطلح إلى هواة للقرصنة الإلكترونيّة عديمي الخبرة، ممن يحمّلون برامج قرصنة جاهزة من الشبكة العنكبوتية ويستخدمونها في تنفيذ هجمات إلكترونيّة، ربما بهدف التعلّم أو إظهار قدراتهم ومهاراتهم. وفي المقابل، دشّنت جماعة «أنونيموس» المتمرّسة بعمليات اختراق النُظُم الإلكترونيّة، حملة في عنوان «عملية إنقاذ غَزّة». ووضعت «هاشتاغ» لتلك العمليات على موقع «تويتر» هو #OpSaveGaza، وهو متّصل بعشرات المواقع والحملات الإلكترونيّة المناهضة لإسرائيل. وعبر شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب»، ناشدت جماعة «أنونيموس» مجموعات ال «هاكرز» أن تنضم إلى عملياتها ضد إسرائيل. واتّهمت «أنونيموس» السلطات الإسرائيلية بممارسة تطهير عرقي وممارسة سياسة العقاب الجماعي، على فلسطيني غَزّة. وتعمد «أنونيموس» إلى شنّ هجمات على حكومات وشركات كبرى، لأهداف إنسانية وأخلاقية أهمها محاربة الاحتكار. وفي السياق عينه، أقدم «هاكرز» أتراك على اختراق موقع منظمة ال «إسكوا»، ووضعوا عليه صوراً لأهالي غزّة وأطفال من ضحايا العدوان الإسرائيلى. كما بثّوا رسالة على الموقع عينه تضمنّت أسئلة من نوع «لماذا لا تهتمّوا بأطفال غَزّة»؟ وفى السياق نفسه، نجح «هاكرز» صينيون في سرقة وثائق عن تصميم «القبّة الحديد»، وهي غطاء واسع ومتشابك من موجات إلكترونيّة تستخدمها إسرائيل في مواجهة الصواريخ التي تطلقها «حماس». وبفضل هجمات متواصلة، سحب أولئك ال «هاكرز» معلومات من الشركات الثلاث الكبرى التي شاركت في تصميم «القبّة الحديد» وبنائها وتطويرها، إضافة إلى معلومات عن صواريخ «حيتس 3» وتقنيّات حربيّة إسرائيليّة أخرى. وينتمى هؤلاء ال «هاكرز» إلى مجموعة تسمي نفسها «طاقم التعليقات» Comment Crew استطاعت الوصول إلى 700 ملف من شركة «إروسبيس إسرائيل» Aerospace Israel تحوي 762 ميغابايط من المعلومات المتّصلة بتصميم «القبّة الحديد». وتعتبر تلك العملية من أكبر عمليات التجسّس الصناعي المعروفة في العصر الحديث. في سياق مُشابِه، عملت مجموعات من ال «هاكرز» الأردنييّن المتعاطفين مع القضية الفلسطينيّة، على اختراق 12 موقعاً للحكومة المصرية بسبب دعمها إسرائيل وحصارها على غَزّة، وفق تصريحات نشرتها تلك المجموعات على «هاشتاغ» #AJAGAZA الذي ترعاه قناة «الجزيرة» على موقع «تويتر».