خلال نحو 30 سنة عجاف لم يعتد سكان الأحياء الواقعة جنوب طريق الأمير سلمان (الفيصلية والأندلس والزاهر والنهضة) على الاكتفاء من الغسيل أو التنظيف بالمياه التابعة لمصلحة المياه في محافظة الخرج أسوة بأحياء أخرى تمتلئ خزاناتها وأنابيبها بالمياه، ما جعل سكان حي السهباء يطالبون الجهة المختصة بالإسراع في تفعيل مشروع المياه الذي انتهت الشركة المسند لها إقامته من توصيل التمديدات والعدادات له منذ ما يقارب السنة ولم يتم تفعيل تشغيله إلى الآن. وذكر المواطن عبدالله خلف أنه على رغم أن مشروع المياه الذي عمدت المصلحة إلى إسناده لإحدى الشركات تم الانتهاء منه منذ ما يقارب السنة، إذ تم تركيب العدادات وإمداد الأنابيب والتوصيلات اللازمة للمنازل، إلا أنه حتى الآن لم يتم تفعيل تشغيلها، ما دفع كثيراً من الأهالي للاكتفاء بماء البئر الذي يستفيدون منه أياماً متقطعة، وأشار إلى أن معظم أهالي هذا الحي ينتمون إلى طبقة فقيرة، في الوقت الذي لا يجدون فيه ماء يغتسلون به، ما دفع الكثير منهم إلى اقتراض مبلغ 60 ريالاً لتعبئة الخزان من جيوبهم، أما الأصعب منهم حالاً، فاكتفوا بالاحتفاظ بالفائض الذي تبقى من ماء جيرانهم بعد استئذانهم لإتمام تعبئة خزانهم من الوايت. وقال كل من خالد العنزي (50عاماً) الذي يقطن حي السعودية ومحمد الدوسري (30عاماً) من حي الفيصلية: «اعتدنا تعبئة خزان الماء من جيوبنا كل أسبوعين لكثرة الاستهلاك وتضاعف عدد أفراد الأسرة، إذ إن سعره في قلب الصيف لا يقل عن 80 ريالاً، أما في الشتاء فما بين 50 و60 ريالاً»، وعن السبب وراء تكفل الكثير بدفع مبلغ تعبئة الماء من جيوبهم على رغم أن مصلحة المياه تضع على عاتقها مهمة تعبئة خزانات من لا تصل خدمة المصلحة إليهم عن طريق وايتاتها المخصصة، أضافا: «ما الفائدة إذا كانت المصلحة تصرف لنا بطاقة اشتراك بعد عمل الإجراءات اللازمة، والوقوف ضمن طوابير هائلة من بعد صلاة الفجر، وتكون حصيلة ذلك مياهاً معكرة مكتنزة بالشوائب والأتربة وكميتها تصل إلى النصف، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل على رغم أنه نظاماً يفترض أن تتم تعبئة خزان المنزل مرتين في الشهر من وايت المصلحة، إلا أنه فعلياً لا تقوم بالتعبئة سوى مرة واحدة في الشهر». من جهتهم، اشتكى عدد من سالكي الطريق الواقع في مقابل مخطط المحمدية وجوار مخطط الزهور (تحتفظ «الحياة» بأسمائهم) من عدم اكتراث مصلحة المياه، بعد إصلاحها تسرب مياه من ماسورتين في موقعين يبعدان عن بعضهما حوالى 100 متر، بإرجاع الطريق كما كان عليه، واكتفائها بتغطيته ببعض أغصان الأشجار وأكوام من التراب. من جانبه، ذكر المدير العام للمياه في منطقة الرياض عبدالرحمن الحيزان أنه بخصوص الأحياء الواقعة جنوب شارع الأمير سلمان بن عبدالعزيز نفذت فيها شبكات مياه بطول إجمالي يقارب 232 كلم، وأنه يجري حالياً تنفيذ مشروع استكمال شبكات المياه ببعض أحياء مدينة السيح، بإجمالي طول 24 كلم، وعدد 1500 توصيلة منزلية، كما تم تسليم موقع مشروع تنفيذ توصيلات منزلية بمدينة السيح بعدد ثلاثة آلاف توصيلة منزلية، لاستكمال تغطية كامل هذه المنطقة، لافتاً إلى أنه يجري حالياً تسليم عقد إعادة تأهيل برج المياه بمدينة السيح حتى تتم الاستفادة منه لتغذية الأحياء الجنوبية ومنها الفيصلية والزاهر والأندلس، ويتوقع تشغيل الشبكة بعد انتهاء هذه العقود خلال منتصف العام المقبل. وأضاف أنه في ما يتعلق بتوفير مياه عن طريق وايتات السقيا لمن هم خارج نطاق الشبكة، فإنه يتم تزويدهم بالمياه بصفة دورية بحسب جداول يتم إصدارها من خدمات العملاء، تشمل تواريخ الردود بمعدل 12م كل 13 يوماً لكل مواطن، وأنه تتم تعبئة هذه الوايتات من الأشياب الخاصة بالفرع وتحت إشراف برنامج المياه، إذ يتم التحقق من جودة المياه من المختبر بفحص المياه والصهاريج بشكل دوري، لافتاً إلى أنه جرى أخيراً استبدال معظم الصهاريج القديمة بأخرى جديدة. وعن معضلة حي السهباء، ذكر أنه ينفذ فيه حالياً مشروع استبدال شبكات المياه القديمة بمدينة السيح وأحياء القطار والسهباء والسلمية، وأنه تم تنفيذ شبكة مياه بحي السهباء بإجمالي أطوال 13333م ط وعدد 257 توصيلة منزلية، وأنه يجري التنسيق لربط الشبكة مع الخزان، مع العلم أن الشبكة القديمة لا تزال تعمل، وفي ما يخص إصلاح الطريق الواقع بجوار مخطط الزهور، قال: «الطريق فيه حفر لخدمات ومرافق عدة وليس المياه فقط، وما يخصنا لا يوجد ما أشارت إليه الصحيفة، إذ تم الخروج والمعاينة على طول الطريق ولم يظهر شيء مما ذكر».