المنامة - بنا - صادق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمس على وثائق التعديلات الدستورية التي كان أقرها مجلسا الشورى والنواب، ووصفها في كلمة للمناسبة بأنها «مفصل تاريخي» و «نقلة نوعية حضارية»، ودعا القوى والتجمعات الوطنية إلى «اللحاق بركب الإصلاح»، مؤكداً أن «أبواب الحوار مفتوحة والتوافق الوطني هو غاية كل حوار». وقال الملك حمد في كلمته: «تلتقي اليوم إرادتنا الموحدة في مفصل تاريخي مهم من حياة بلدنا ألا وهو إجراء تعديلات أساسية على دستور مملكة البحرين تفعيلاً للمرئيات التي تم التوافق عليها في الحوار الوطني، وذلك بعد أن قامت السلطة التشريعية بجناحيها الشورى والنواب بتحمل عبء المرحلة، فقامت بدراستها ووضعها بصيغتها النهائية وإقرارها (...) كنقلة نوعية حضارية نفخر ونعتز بها تعكس ممارسة أبناء شعبنا لأروع صور الحوار وتبادل الرأي بنوايا وطنية مخلصة ومن خلال المؤسسات الدستورية». وأضاف: «إن الأوائل الكرام أصلحوا الكثير عبر كل الأزمنة، وكل جيل له طريقته في الإصلاح، ونحن في هذا الجيل اعتبرنا التوافق طريق الإصلاح، وعليه عشنا عقداً زاخراً بالإصلاح في مملكتنا الغالية، ووضعنا جميعاً وبالتوافق معكم، قواعد وأسس تحولنا الديموقراطي في ميثاق عملنا الوطني الذي حظي بموافقة شعبية واسعة قاربت الإجماع، وحافظنا طوال تلك الفترة على نهج التعددية والعيش المشترك بالتوجه نحو المصالح الوطنية الجامعة بما يضمن تطور بلدنا ويحفظ استقلاله وأمنه واستقراره». وأشار العاهل البحريني إلى أنه «في مملكتنا ينتخب الشعب ممثليه في المجالس البلدية، ونوابه في المجلس التشريعي، ويحتكم إلى قضاء مستقل، ومحكمة دستورية، ويحمي الدستور حريته في التعبير والتجمع وإبداء الرأي والمشاركة في الشأن الوطني وفق القانون». وأكد أنه يتطلع عبر التعديلات «إلى المساهمة في تعزيز الدور الرقابي على الأداء الحكومي ودعم تطويره المستمر بما يستجيب لتطلعات وآمال المواطنين، وأن تتركز الجهود نحو إيجاد مشاريع التطوير ودعمها وفتح قنوات التواصل المباشرة مع الأهالي والاستماع إلى ملاحظاتهم وأخذها في الاعتبار بما يكفل الحياة الكريمة للمواطنين، وبما يؤدي إلى تحقيق الإنجازات الوطنية التي نتطلع إليها ويتطلع إليها الجميع». واعتبر الملك حمد أن «الأيام تمضي لتثبت أن أرضية المواطنة والوحدة والمشاركة أكثر قوة لحمل مسيرة الإصلاح والتطوير، وأن أبواب الحوار مفتوحة والتوافق الوطني هو غاية كل حوار»، مضيفاً أن «الإصلاح الذي كان منطلقنا منذ تولينا مقاليد الحكم لن يتوقف، فالتطور سنّة الحياة، وما نأمله في هذه المرحلة المهمة أن تبادر مختلف القوى والتجمعات الوطنية من ذاتها إلى تقويم عملها واللحاق بركب التطور والإصلاح».