كابول، جنيف - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أشاد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي باتفاق الشراكة الاستراتيجي الذي وقعه مع نظيره الأميركي باراك أوباما في كابول قبل يومين، لكنه حذر من أنه لا يزال يجب إجراء «مفاوضات صعبة» بين البلدين في شأن الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بعد 2014. وبين العوائق التي يحتمل أن يواجهها الاتفاق المنفصل حول الوجود العسكري والذي يتوقع إنجازه خلال سنة، منح الجنود الأميركيين حصانة من مقاضاتهم أمام محاكم محلية، وهي مسألة أدت إلى إلغاء خطط بقاء قوة مماثلة في العراق. وفيما ستتناول المحادثات قضايا «حساسة جداً» بالنسبة إلى سيادة أفغانستان، والمصالح الأفغانية وتلك الأميركية، أمل كارزاي بأن تتفهم الولاياتالمتحدة الحساسيات في بلادنا، متعهداً التفكير في مصالحهم، مع الأمل بألا يطلبوا «أموراً غير ممكن تنفيذها». والعام الماضي، طالب المجلس القبلي الأفغاني (لويا جيرغا) عدم منح الجنود الأميركيين حصانة من المقاضاة أمام محاكم محلية. ثم زاد تعقيد الوضع مقتل 17 قروياً أفغانياً برصاص جندي أميركي في آذار (مارس) الماضي، قبل أن ينقل الجندي إلى بلاده حيث وجهت إليه اتهامات. وينتشر نحو 130 ألفاً من قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان معظمهم من الولاياتالمتحدة. وترغب مصادر عسكرية أميركية في بقاء حوالى 15 ألف جندي في أفغانستان بعد الانسحاب عام 2014، يركزون على تقديم دعم جوي ولوجستي وتدريبي واستخباراتي ومكافحة الإرهاب. على صعيد آخر، طالبت الأممالمتحدة تشجيع حوالى ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني في باكستان وإيران على العودة إلى بلدهم للمساعدة في استقراره وتعزيز فرص السلام، ودعت إلى جمع 1.9 بليون دولار لدعم هذه العملية. وقدمت وكالة الأممالمتحدة للاجئين إلى مؤتمر عقد في جنيف خطة مدتها 3 سنوات تدعمها الدول الثلاث لإنجاز عودة طوعية وإعادة دمج الأفغان الذين قضى بعضهم عقوداً في المنفى. وقال أنطونيو غوتيريس، مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين: «قدرة اللاجئين على العودة بأمان وكرامة، وأن يصبحوا مواطنين منتجين في مجتمعاتهم، جزء لا يتجزأ من الاستقرار والتقدم في أفغانستان». واعتبر مايكل كيتنغ، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة في أفغانستان، أن قضية اللاجئين جزء حيوي من تأمين البلاد على المدى الطويل، وقال: «القضية الرئيسة الآن تتمثل في الحد من الشكوك الكثيرة التي تواجه الشعب والحكومة في أفغانستان. ويمكن أن تشكل استراتيجية اللاجئين جزءاً مهماً من تقليص بعض الشكوك». وتقول مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إن «أكثر من 5.7 مليون أفغاني عادوا إلى بلدهم خلال العقد الماضي، وهم يمثلون حوالى ربع السكان، لكن أقل من 70 ألفاً عادوا العام الماضي في مقابل 112600 عام 2010. وسجل الأفغان أيضاً أكبر عدد من طالبي اللجوء في الغرب العام الماضي إذ قدموا 35700 طلب. ميدانياً، جرح 3 أشخاص على الأقل في انفجار قنبلة يدوية حملها تلميذ داخل مدرسة للصبيان في منطقة خوشال خان بكابول العاصمة كابول، فيما قتل 6 مسلحين في عمليات مشتركة نفذتها القوات الحكومية بالتعاون مع نظيرتها الأجنبية في مناطق شرق البلاد خلال الساعات ال 24 الأخيرة. وفي باكستان، قتل 5 أشخاص على الأقل بينهم عنصرا أمن وجرح اثنان آخران في انفجار استهدف إقليم باجور القبلي (شمال غرب) باكستان.