تستقبل عائلة الشقاقيق في محافظة الأحساء، اليوم، ابنيها عبدالله وتوفيق، العائدين من لبنان، بعد رحلة كان يفترض أن تكون «سياحية»، بيد أنها تحولت إلى «اختطاف» تواصل على مدار ثمانية أيام، تورطت فيها عصابة عراقية. انتهى بتحريرهما من جانب الأجهزة الأمنية اللبنانية، بالتنسيق مع السفارة السعودية. وسيخضع عبدالله الشقاقيق، بعد عودته إلى موطنه، للعناية الطبية، لمعالجته من الإصابات التي لحقت به خلال فترة خطفه، وأثناء هروبه برفقة ابن عمه من المكان الذي احتجزا فيه. وقال ماجد، ابن المختطف عبدالله، في تصريح ل «الحياة»: «إن الجهات الأمنية في لبنان تتابع بكل اهتمام، قضية تعرض الوالد وابن عمه توفيق للاختطاف». وأشار إلى أنهما «أدخلا إلى المستشفى، وأجريت لهما الفحوصات المطلوبة. وبقي العم توفيق قيد المراقبة والعناية الصحية حتى اليوم التالي، وخرج بعد الاطمئنان على وضعه الصحي». وعن والده قال ماجد: «بقي الوالد قيد المتابعة والمراقبة الصحية. إذ أكد الأطباء ضرورة عمل أشعة، للتأكد من وضعة الصحي. وتبين إصابته بكسور في اليد والظهر. وأجريت له عمليتان في الظهر لتقويم الفقرات وربطها. وخضع للعلاج الطبيعي، حتى يوم الخميس الماضي. فيما أجريت له عملية أخرى في اليد يوم الجمعة. وتكللت بالنجاح». وأبان أن والده «يتحسن يوماً بعد آخر. وسيكمل علاجه في مستشفى «أرامكو السعودية» فور وصوله، إلى الدمام مساء غد (اليوم)». وذكر ماجد، أن الإصابات التي أصيب بها والده وعمه توفيق، جاءت نتيجة «التعذيب الذي مارسه الخاطفون عليهما، واستخدام الصاعق الكهربائي المتكرر عليهما، إضافة إلى سقوطهما أثناء هربهما»، مشيراً إلى سرقة أكثر من 50 ألف دولار. وقال: «قرر عبدالله وتوفيق الهرب من الشقة التي كانا يُحتجزان فيها، بعد أن تأكدا من خروج المختطفين منها، لاستلام مبلغ الفدية من البنك الذي حُولِّت إليه. وكانت هذه الفرصة الأولى للهرب التي سنحت لهما خلال الأيام الثمانية التي احتجزا فيها في الشقة الواقعة في دوحة الحص». وأبان أن إصابة والده في الظهر جاءت نتيجة «هروبهما، بعد كسر باب دورة المياه التي كانا يُحتجزان فيها، وهربا من نافذة البلكونة الموجودة في الدور الأول، وسقطا على الأرض، ما أدى إلى اختلال في فقرات الظهر وكسور في اليد»، مبيناً أنه تم «نقلهما على الفور، إلى مستشفى الجامعة الأميركية. وبعدها تم نقلهما إلى مستشفى بيروت الحكومي». وألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض على ثلاثة من أفراد العصابة، التي يُرجح أنها تضم ثمانية أفراد. وأوضح ماجد الشاقيق، أنه تم «توكيل محامي السفارة السعودية، لمتابعة القضية، ورفع الدعوى على أفراد العصابة، ومعرفة أسباب إقدامهم على هذا العمل المشين». وجاء تحرير المُختطفيْن بعد اتصالات هاتفية وردت لعائلتهما من الخاطفين، الذين طالبوا بفدية. وأبلغت العائلة السفارة السعودية، التي نسقت بدورها، مع الأجهزة الأمنية، فقامت الأخيرة بتتبع الهواتف التي استعملت في الاتصالات، ما أتاح الكشف عن مكان احتجاز المُختطفين.