تنفست عائلة الشقاقيق في قرية الرميلة (محافظة الأحساء)، الصعداء، بعد ثمانية أيام من «الترقب والمخاوف» على ابنيها توفيق حسين الشقاقيق، وعبدالله علي الشقاقيق، اللذين اختطفا من قِبل عصابة تنتمي إلى دولة عربية، فيما كانا يتواجدان في لبنان، بقصد السياحة. قبل أن تحررهما الأجهزة الأمنية اللبنانية، بالتنسيق مع السفارة السعودية، دون دفع الفدية المالية التي طالبت العصابة بها، مقابل تحرير المختطفيْن. ولم يتمكن حسين الشقاقيق (90سنة)، والد توفيق وعم عبدالله، حبس دموعه، خلال استقباله «الحياة» أمس، في مجلس العائلة الواقع في بلدة المريلة التابعة لمدينة العمران. وبدأ يردد «إن شاء الله هما بخير... إن شاء الله هما بخير، يا رب». ولم ينفك الشيخ الطاعن في السن، عن التوجه بالدعاء إلى الله، طوال الأيام الماضية، أن ينجي ولده وابن أخيه، من «الشر» المحدق بهما أثناء اختطافهما، وهو يواصل الدعاء، حتى يصلا إلى أرض المملكة، وهما في «صحة وعافية»، مؤكداً أن «حكومة خادم الحرمين الشريفين، ممثلة في السفارة السعودية في لبنان، لن تألوا جهداً في متابعة وضع توفيق وعبدالله». وقال شوقي الشقاقيق (ابن توفيق): «قرر الوالد (50 سنة) السفر إلى لبنان، برفقة ابن عمه عبدالله (53 سنة)، وكلاهما تقاعد حديثاً من شركة «أرامكو السعودية». وغادرا المملكة يوم الاثنين قبل الماضي، على رحلة تابعة ل «الخطوط السعودية»، انطلقت من مطار الملك فهد الدولي في الدمام السادسة مساء، وتلقينا الاتصال الأول من الوالد، في الثامنة من اليوم ذاته، وكانت مختصرة جداً. وأخبرنا فقط بوصولهم بالسلامة. وبعدها اتصل بنا مرات عدة، وكلها كانت مختصرة جداً، ليخبرنا أنهما بخير وسلامة. وتكررت الاتصالات حتى يوم الخميس. وفي أحد الاتصالات، أخبرنا الوالد أنه في صحة جيدة، فقط يشكو من الزكام، ويرغب في الراحة». وهنا، بدأت «الشكوك» تساور العائلة، وبدأ «القلق» ينتاب الجميع، خصوصاً أن المكالمات كانت «مُختصرة جداً» بحسب قول ابنه شوقي، مردفاً أنه «في يوم الجمعة، قام ابن عمنا عبدالله (رفيق والده في الرحلة) بالاتصال على أحد أبناء عمه هنا، ليطلب منه تحويل مبلغ مئة ألف دولار، لشراء شقة في لبنان، وقام هذا القريب بإخبار أبنائه بأن عبدالله طلب تحويل مبلغ كبير، لشراء منزل، وهو في غنى عنه، فقرر أبناء عبدالله، مشاورة جميع أفراد العائلة، فهو يطلب تحويل مبلغ كبير، فيما هو يعمل على بناء منزل هنا، وهو في حاجة كبيرة إلى أي مبلغ يساعده في البناء، فضلاً عن أن له ارتباطات والتزامات مادية، لا تسمح له بشراء عقار في لبنان، في هذا الوقت، وهم في أشد الحاجة لهذه المبالغ». في هذه اللحظة، قرر جعفر ابن عبدالله الشقاقيق، الاتصال في السفارة السعودية في بيروت، ووضْع مسؤوليها، في الصورة. ويقول جعفر: «طلبوا منا المعلومات الكاملة عنهما، وعن رحلتهما، ووقت وصولهما»، مضيفاً «كانت السفارة على تواصل دائم ومستمر معنا، فيما كانت تردنا الاتصالات من الوالد وابن عمه في أوقات متقطعة، وفي شكل مختصر جداً. ثم أعطونا اسم الشخص الذي سيحول له المبلغ المطلوب، واسم البنك، وطلبوا منا في أحد الاتصالات، تحويل المبلغ خلال ساعات. وكان ذلك يوم الجمعة. فاتفقنا مع السفارة السعودية، وأبلغناهم بالمعلومات كاملة». ويعود شوقي، ليتسلم دفة الحديث، «يوم السبت تلقينا اتصالاً منهم، ليستفسروا عن سبب التأخير في إرسال المبلغ، فأخبرناهم أن البنك كان مغلقاً في السعودية أمس (الجمعة)، وسيكون مغلقاًَ لديهم يومي السبت والأحد، والتحويل غير وارد خلال هذين اليومين. فيما كنا نستغل الوقت للتشاور، وكي تقوم الجهات المختصة بالتصرف»، مبيناً أنهم في يوم الاثنين اتصلوا بهما وأخبروهما بتحويل المبلغ، «باسم وعنوان غير صحيحين، فيما كنا على اتصال مع السفارة السعودية، التي تولت التنسيق مع الجهات الأمنية اللبنانية، التي قامت بدورها بدهم المكان الذي كان يُحتجز فيه والدي وابن عمي، وحررتهما من الاختطاف. فيما ألقت القبض على اثنين من أفراد العصابة».