سادت حال من «الفوضى» و«سوء التنظيم» في انطلاقة فعاليات «المؤتمر العلمي الثالث للطلاب وطالبات التعليم العالي»، الذي افتتحه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وانتقد أكاديميون حضروا التدشين، «عدم التنظيم الجيد» للحفلة، التي شهدت حضور أكثر من 1500 مدعو في قاعة السيف في محافظة الخبر. فيما طوقت فرق من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، القاعة التي أقيمت فيها حفلة الطالبات، وبقيت هناك حتى خروج آخر طالبة منها، ما أثار حفيظة الطالبات». وعلى رغم تأكيد المنسق العام للمؤتمر في نسخته الثالثة الدكتور شاهر الشهري، «ساعات العمل التي استغرقتها اللجان الطلابية، المكونة من 437 مشاركاً، للتحضير والاستعداد للمؤتمر، بلغت 262.800 ساعة»، إلا أن الكثير من المدعوين لم يجدوا أماكن مُخصصة لهم للجلوس، نظراً لصغر القاعة التي أقيمت فيها الحفلة. ولم يقتصر الأمر على المدعوين، بل طال جميع مراسلي، ومصوري وسائل الإعلام المحلية، الذين حضروا لتغطية الحفلة، ولكنهم اضطروا للوقوف لأكثر من ساعتين، ما أثار تذمرهم واستياءهم، من «غياب التنظيم»، وتوجه بعضهم إلى اللجنة المنظمة للحفلة، لتقديم شكواهم حول عدم تخصيص مقاعد لهم للجلوس. إلا أن اللجنة المنظمة للحفلة لم تُعرهم أي اهتمام، ليتوجهوا بعدها إلى مسؤولي العلاقات العامة في جامعة الدمام (رعاة الحفلة)، الذين حاولوا تخصيص أماكن للصحافيين، ما نتج عنه حدوث «مشادة كلامية» بينهم، لينتهي الأمر بتدخل أحد أعضاء اللجنة المنظمة، لإنهاء الموضوع واحتوائه. كما واجه الإعلاميون والمصورون «أزمة»، بسبب تغييبهم عن دائرة الاهتمام، إذ لم تُخصص لهم مقاعد، ما اضطرهم لتغطية الافتتاح «وقوفاً»، مع تعرض بعضهم للمضايقة، عند أخذ التصريحات من الضيوف. وحاول بعض المسؤولين تبرير الوضع، بأن «اللجنة المنظمة للحفلة تفتقر إلى الخبرة في تنظيم مؤتمرات كبيرة كهذه»، وأن هناك «سوء تنسيق» بينهم، وبين مسؤولي جامعة الدمام، إضافة إلى تدخل مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الجامعة المهندس إبراهيم الخالدي، الذي تضامن مع الصحافيين، وجلس بجوارهم في محاولة منه «لتهدئة الأوضاع»، وهو ما خفف حدة «التوتر» بين الإعلاميين. ورصدت «الحياة» خلال تواجدها، حالة من «الفوضى والتذمر « بين الكثير من الحضور، الذين أكدوا أن المؤتمرين السابقين، اللذين عقدا خلال العامين الماضيين، في جدة والرياض، كانا «أفضل من ناحية التنظيم». فيما بدت علامات «عدم الرضا» واضحة على بعض مديري الجامعات المدعوين، ومسؤولي وزارة التعليم العالي، ومراسلي وسائل الإعلام المحلية. وزادت الأمور «سوءاً» أثناء إلقاء طالبة، كلمة نيابة عن زميلاتها الطالبات، إذ تقطع الصوت غير مرة، ولم يُسمع إلا صدى صوت الطالبة، إضافة إلى صغر القاعة المُخصصة للرجال. وعبر أكاديميون عن انزعاجهم من «سوء التنظيم»، الذي «لا يليق بحدث كهذا» على حد تعبيرهم، لافتين إلى أن اختيار مقر حفلة الافتتاح «لم يكن موقفاً، على رغم أن الجامعات في المنطقة الشرقية تملك قاعات كبيرة، قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الحضور، وتتمتع بإمكانات كبيرة». فرق « الهيئة « تحرس الطالبات رصدت «الحياة» وجوداً «كثيفاً» لفرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بجوار مقر الحفلة المخصصة للطالبات، وذلك في فندق «مريديان الخليج»، وظلت الفرق متواجدة لساعة متأخرة من الليل، حتى خروج آخر طالبة من القاعة، لمتابعة «المؤتمر» عبر الشبكة المرئية، وأكد أحد أعضاء الهيئة ل «الحياة»، أن هناك تنسيقاً بينهم، وبين المنظمين للمؤتمر، ما يشعرهم بالأمانة والمسؤولية تجاه الطالبات، من خلال الوجود معهن حتى خروج آخر واحدة منهن. إلا أن هذا التواجد أثار حفيظة بعض الطالبات، اللاتي عبرن عن تذمرهن من «التشدد» في طريقة التعامل معهن، مبينات أنه «ليس هناك حاجة تستدعي هذا التشدد، الوجود المُكثف للهيئة في محفل علمي»، خصوصاً أنهن في قاعة مُنفصلة عن قاعة الرجال.