بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس النظر في قضية 67 شخصاً (66 سعودياً وأردني واحد)، متهمون باعتناق المنهج التكفيري، ومشاركة بعضهم في التجهيز لمحاولة تفجير مصفاة بقيق النفطية في المنطقة الشرقية، عبر توفير المبنى (الاستراحة) التي انطلقت منها السيارات لتنفيذ العملية الإرهابية التي تزعمها القتيل فهد الجوير المدرج اسمه على قائمة ال36 مطلوباً في الداخل، وإيواء مطلوبين في قائمة ال36 والتستّر عليهم، ونقل بعضهم متخفين بعباءات نسائية. وذكر ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام خلال تلاوة دعوى 12 متهماً سعودياً أمس، أن المتهم الأول اعتنق المنهج التكفيري، وتواصل مع قادة التنظيم الإرهابي داخل المملكة، ولم يبلغ عنهم على رغم أنهم مطلوبون أمنياً، ومن أبرزهم زعيم تنظيم «القاعدة» (آنذاك) فهد الجوير المدرج اسمه على قائمة ال36 مطلوباً في الداخل، مشيراً إلى أن المتهم الأول تسلّم من الجوير 30 ألف ريال لشراء مقر لهم، وهو عبارة عن استراحة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأضاف أن المتهم الأول أمّن المأوى لأعضاء الخلية، وعمل حواجز حديد حول الاستراحة التي استأجرها باسمه، من أجل عدم كشف ما يتم داخلها من أعمال تجهيز للتفجيرات والتزوير وإيواء مطلوبين أمنياً، كما خضع للتدريب من القتيل الجوير على كيفية تصنيع المتفجرات، وخلطها داخل الوكر الإرهابي (الاستراحة التي قام باستئجارها)، بعد إلحاح وإصرار منه على تعليمه. وأشار ممثل الادعاء العام إلى أن المتهم الثاني كان على تواصل مع الانتحاري عبدالله التويجري، وهو من المدرجين على قائمة ال36 في الداخل، ونفّذ عملية تفجير خارج مصفاة بقيق النفطية. وقال: «قام بالتستر عليه، على رغم علمه بانضمامه إلى التنظيم الإرهابي وأنه مطلوب للجهات الأمنية، واستأجر شقة مفروشة، واستراحة باسمه لتكونا مأوى لأعضاء التنظيم الإرهابي». وأكد أن المتهم الثالث حرّض أعضاء التنظيم على الاستمرار في تطرفهم التكفيري من خلال إيصال رسائل من القتيل إبراهيم المطير المدرج اسمه على قائمة ال36 إلى اثنين من أعضاء التنظيم يوصيهما فيها بالثبات على مبادئ التنظيم، وإرسال وصايا لأعضاء التنظيم الإرهابي القتيل عبدالرحمن المتعب ودخيل العبيد وفهد الجوير إلى موقع إلكتروني تحريضي لإعادة صياغتها ونشرها. وقال إن المتهم الثالث نقل القتيل إبراهيم المطير من مكان إلى آخر بسيارته الخاصة، وساعده في الاتصال ببقية أعضاء التنظيم، واستئجار استراحة في محافظة الزلفي، ونظم قصيدة رثاء في المطير قبل مقتله، وطلب من أحد عناصر التنظيم (لا يزال موقوفاً) إنشادها. وتطرق ممثل الادعاء العام إلى أن المتهم الرابع استقبل القتيل يونس الحياري وهو مغربي الجنسية (قتل في الرياض 2005)، في منزل والده عقب دهم رجال الأمن الشقة المستأجرة باسمه في حي العزيزية في مكةالمكرمة، وأمّن تنقلات أعضائه باستخدام سيارته الخاصة إلى الأماكن التي يريدونها وإلى مقاهي الإنترنت وكبائن الهاتف لإجراء الاتصالات اللازمة بأعضاء آخرين لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، مشيراً إلى أن المتهم الرابع نسّق بين أعضاء التنظيم الإرهابي من خلال إجراء الاتصالات الهاتفية التي يطلبها منه القتيل يونس الحياري مع أعضاء الخلية الإرهابية من الكبائن العامة كاحتياط أمني، وإيصال محتوى تلك المكالمات التي أجراها إليه. وأضاف أن المتهم الخامس تستّر على الانتحاري محمد الغيث الذي نفّذ عملية التفجير خارج مصفاة بقيق النفطية، خصوصاً أن الانتحاري أخبره بأن العملية تستهدف مناطق نفطية، وعرض عليه المشاركة، كما قام بإيوائه في شقته التي استأجرها 20 يوماً. وأشار ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام إلى أن المتهم ال11 نقل 5 من أعضاء التنظيم الإرهابي، 3 منهم مطلوبون أمنياً، هم فهد الجوير وإبراهيم المطير وأحمد السويلمي وعبدالله الشمري وسلطان الحاسري، إلى منزل أحد أعضاء التنظيم لإيوائهم متنكرين بعباءات نسائية وبحوزتهم 3 حقائب رياضية، وتردد عليهم في ذلك المنزل وأقام معهم.