أعلن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، تأسيسَ حزب «الدستور»، بمشاركة عدد من رموز المجتمع المصري. وقال البرادعي في مؤتمر صحافي عقده في مقر نقابة الصحافيين للإعلان عن تأسيس الحزب: «أسسنا هذا الحزب لكي ننظر إلى الأمام، وليس هدفنا البكاء على اللبن المسكوب». وشارك في المؤتمر الصحافي أستاذ القانون في جامعة عين شمس الدكتور حسام عيسى، والإعلامية جميلة إسماعيل، والأديب علاء الأسواني، والكاتبة هالة شكر الله، والدكتور أحمد حرارة، الذي فقد عينيه في أحداث الثورة. وينتظر أن يكون حزب «الدستور» رقماً مهماً في ترتيبات الحياة السياسية في الفترة المقبلة، لما يضمه من رموز ل «ثورة 25 يناير»، فضلاً عن أنه أعاد البرادعي إلى تفاعلات العملية السياسية بعد أن أعلن اعتذاره عن خوض سباق الرئاسة بسبب الأوضاع غير الملائمة. ويُنظر إلى البرادعي على أنه واحد من المحركين الرئيسيين ل «ثورة 25 يناير» بعد أن أنهى عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعاد في نهاية عام 2009 إلى مصر، ليقود المعارضة ضد الرئيس السابق حسني مبارك ومشروع التوريث. وقال البرادعي في المؤتمر الصحافي لإعلان حزبه رداً على سؤال حول تأخر خطوة تأسيس الحزب: «كان أملنا أن يقود المجلس العسكري المرحلة الانتقالية بطريقة مختلفة، وكان هدفنا وضع دستور معبّر عن الثورة وأن تجرى انتخابات تمثّل الشعب تمثيلاً عادلاً ومتوازناً، وألا يتم تحصين لجنة الانتخابات ضد الطعون، وأن يعرف الرئيس الذي سينتخب صلاحياته». وأضاف: «لم يكن في تصورنا أننا قادرون على أن نبني حزباً، والثورة لم يقم الثوار بإدارتها ». واستطرد: «بالنيابة عن زملائي وإخواني، أعلن وكلي ثقة أنه مثلما قمنا بهذه الثورة ونزلنا إلى الشوارع وعددنا 20 مليوناً فسيقوم هؤلاء بوضعنا على الطريق بإذن الله». وانتقد المجلس العسكري، قائلاً: «تحدث المجلس عن الثورة على أنها ثورة الشباب وانتهى الحال إلى ما وقع أمام ماسبيرو، ولذا يجب أن ننظر إلى الماضي ونتعلم من الأخطاء». وتعالت صيحات الحاضرين : «المدنية اللي هتحمينا وأنت يا جيشنا مكانك سينا». وتوقع البرادعي أن تستغرق إجراءات التأسيس شهراً أو اثنين، موضحاً أن عدد الأعضاء المؤسسين وصل إلى خمسة آلاف عضو، معرباً عن أمله في أن يكون الجميع سواسية فى هذا الحزب بين كل عضو مؤسس وغير مؤسس. وحول قانون العزل السياسي، قال البرادعي: «يجب أن نفرّق بين المشروعية والقانونية، فالقانون عامة في إجازة، لأنه خليط من عدم الشرعية وعدم القانونية، والبرلمان مشكوك في دستوريته، واللجنة التأسيسية تم إيقافها، ونحن في عبثية دستورية وقانونية، وهذه أحد الأسباب التي أدَّت بنا إلى إنشاء هذا الحزب لننشئ ملعباً ديموقراطياً». وأضاف: «المستقبل في المدى القصير غير واضح ويقوم على عبثية وغياب رؤية وعدم فهم إن لم يكن سوء نية، ونحن هنا لنغيّر هذا، ونأمل من خلال هذا الحزب أن نغيّر ونبدأ من جديد دولة تقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية... قد نكون خسرنا معركة قصيرة المدى». من جانبه، قال الدكتور حسام عيسى، إن العبثية تؤكد صحة ما ذهب إليه البرادعي في البداية، من أنه لا بد أن يكون الدستور أولاً و «من دونه ندخل مرحلة العبثية الكاملة». ورداً على سؤال حول من سيتولى رئاسة الحزب، قال «إن إيماننا لا يتزعزع بالثورة والديموقراطية، والحزب لم يتشكل بعد ولن يُفرض على أعضائه مرشح بعينه، فنحن لا نستطيع أن نحل محل المؤسسات، وأن نحدد من يجب على أعضاء الحزب أن ينتخبوه». وأعلن الشاعر أحمد فؤاد نجم انضمامه إلى الحزب بعد أن ألقى عدداً من قصائده خلال المؤتمر الصحافي، كما أعلنت والدة «خالد سعيد» انضمامها إلى الحزب، وسط هتافات الحاضرين «كلنا خالد سعيد»، وهو شاب أشعل حادث قتله على يد أفراد الشرطة غضباً ساعد في إشعال شرارة الثورة.