بعد أن عانى الاتفاق لأعوام من غياب المواهب ظهر الهداف الأسمر صالح بشير (30 عاماً)، وفي أعوام ابتعاد الكيان الشرقاوي عن عالم البطولات والإنجازات خلال السنوات العجاف، لاح في الأفق مشروع هداف كبير أعاد الهيبة والقوة لكتيبة الكوماندوز، إذ أسهم هذا الهداف في عودة فريقه لمنصات التتويج وتحقيقه لأكثر من لقب غالٍ رسم البسمة والبهجة على محيا الجماهير الاتفاقية. وبعد سنوات، سجل بشير نفسه كواحد من أميز الهدافين الذين مروا على فارس الدهناء، ومن أهم اللاعبين الذين تدرجوا في قطاعات الفريق السنية حتى شكل علامة فارقة في هجوم الفريق وصنع تاريخاً لا يمكن أن لأنصار فريقه أن تنساه. بدأ بشير المولود في 9 أبريل 1982 ممارسته لمعشوقة الملايين في سن الطفولة عبر ملاعب «حواري» مدينة الدمام، حتى بات نجماً لا يشق له غبار في مركز رأس الحربة، وهو المركز الذي استلهم عشقه من هوسه بالهداف السعودي الكبير ماجد عبدالله، إذ كان بشير يبحث دائماً عن تكرار حركات الهداف السعودي الأسمر والبحث عن أهدافه الساحرة حتى بات أبناء الحي ينادونه باسم ماجد الصغير، توفرت الفرصة لبشير في إحدى دورات المدارس الابتدائية في الدمام عندما لفت إليه الأنظار وكان نجماً بارزاً في الدورة، لتلتقطه أعين كشافي الاتفاق وتقوده إلى مقر فارس الدهناء ليتم تسجيله رسمياً في كشوفات الناشئين، ومن هناك بدأت مسيرة الفتى الشرقاوي الحقيقية في عالم المستديرة. حقق بشير بطولتين مع القطاعات السنية وتحديداً مع فريق شباب الاتفاق في عامي (2000 – 2001)، قبل أن يصعد لتمثيل فريق الاتفاق الأول والذي حصد معه كأس الأمير فيصل بن فهد في عامي (2002 – 2003)، وكأس الخليج للأندية عام 2006، ووصيف كأس ولي العهد عامي (2008 – 2012)، ووصيف كأس الخليج عام 2008، ونال بشير شرف الانضمام إلى المنتخب السعودي وحقق معه بطولة التضامن الإسلامي 2005، والتأهل لكأس آسيا 2006، وحصّل اللاعب ألقاباً شخصية عدة خلال مسيرته الكروية وفي مقدمها هداف كأس الأمير فيصل 2003، وهداف المنتخب الأولمبي 2004، وهداف كأس الخليج للأندية في عام 2006، وهداف التصفيات الآسيوية مع المنتخب في عام 2006، ووصيف الهدافين في الدوري السعودي في عام 2006 برصيد 15 هدفاً، وأفضل لاعب سعودي في الدوري لشهر حزيران (يونيو) 2009. الذكاء والالتزام بالتكتيك الفني والجماعية في الأداء والوصول للمرمى عبر أقصر الطرق كلها مواصفات منحت بشير الفارق كمهاجم سعودي قناص، لكن تعرضه لقطع في الرباط الصليبي خلال أحد تدريبات فريقه في أيار (مايو) 2009 غيبه عن الملاعب ستة أشهر، ولم تأت مشاركته بعد العودة وحتى هذا الموسم بالمستوى المأمول في ظل حرمانه من فرصة اللعب الكافية في ظل تميز الثنائي الأساسي يوسف السالم والأرجنتيني تيغالي.