أبدى سكان مدينة الدمام والزائرون لها من المدن الأخرى خلال العطل الدراسية، تذمرهم من الوضع المزري الذي وصل إليه الكورنيش. ولفت كثيرون التقتهم «الحياة» إلى أن انحدار مستوى النظافة ما زال مستمراً، بل ووصل إلى أنه بات خطراً من الناحية الصحية، واستدل هؤلاء على ملاحظاتهم بكثرة «الطحالب» ومخلفات المتنزهين على الشاطئ. ويقول أحمد أبو علي: «كنت وأسرتي من مرتادي كورنيش الدمام الدائمين، إلا أنني هجرته منذ فترة طويلة بسبب الوضع المتردي الذي وصل إليه»، مشيراً إلى أن كثرة القاذورات ومخلفات الطعام التي تبقى لأيام كانت مؤشراً بالنسبة له لما سيصل إليه الكورنيش. ويضيف: «مجيئي إلى الكورنيش الليلة ليس للتنزه، فأنا على موعد مع صديق هنا»، موضحاً أنه لاحظ أن المتنزهين أقل من السنوات الماضية، وهذا يؤكد أنه ليس وحده من قرر هجران الكورنيش. ولا يستغرب عبدالله الدوسري مستوى النظافة في كورنيش الدمام، «الكورنيش ليس بمعزل عن مدينة الدمام، والأهالي يلاحظون عدم اهتمام البلديات بالشوارع والأحياء عموماً، فلماذا تهتم بالكورنيش فقط؟»، مشيراً إلى أنه يأتي مع بعض أصدقائه خلال العطلة الأسبوعية لينعم بالهدوء، نظراً لقلة المتنزهين». ويؤكد الدوسري: «أنا شاب آتي إلى هنا وأجلس فقط، ولو كنت رب أسرة لن أطمئن على أطفالي في الكورنيش»، متسائلاً: «ألا يرى المسؤولون هذه الطحالب وهي تغطي الشاطئ بأكمله؟ هذا دليل على تردي الوضع في الكورنيش». في أقصى الكورنيش وفي مكان منعزل يجلس رجل تجاوز الأربعين من عمره وزوجته، وإلى جانبهما يلعب أطفالهما، «الكورنيش ليس في المستوى، ولكنه مكان تستطيع التنزه فيه بلاش»، ويتساءل أبو الوليد: «لا أحب الأسواق، فالتنزه فيها يعني صرف فلوس بلا داع، وهناك أماكن جميلة في المنطقة الشرقية ولكنها بعيدة، باختصار آتي وأسرتي إلى هنا، ليس لأنه الأفضل، بل لأنه قريب ومجاني». ويتابع: «أنا ابن الدمام لم أخرج منها إلا لسفر أو ما شابه، وأقولها لكم بالفم المليا وضع الكورنيش لا يسر، وإذا لم يتم تدارك الأمر فلن تجدوا فيه بعد أشهر سوى الطيور». ويتمنى أبو الوليد من المسؤولين في أمانة الدمام والجهات الحكومية ذات الصلة الاهتمام بنظافة الكورنيش، «طبعاً ينبغي الاهتمام بالمدينة كاملة، ولكن الكورنيش هو الواجهة، ويجب البدء به قبل كل شيء».