الوقت المناسب أهم في كثير من الأحيان من الفعل المناسب. وفي حالة قانون عزل الفلول (في مصر) أرى ان العسكر تلكأ يومين ليصدر القانون ليصبح ساري المفعول في اليوم نفسه لاكتساب المرشحين المراكز القانونية في سباق الرئاسة المصري ليضعنا في إشكالية قانونية مرة أخرى ويكون العبرة في هذه المرة ليس بالأيام بل بالساعات. هكذا يفعلها العسكر دوماً. يجعلنا نغرق في التفاصيل ونلهث وراء مسار فيما هم يعدون مساراً آخر، وهذا جزء أساسي من خطة الخداع والتمويه التي هي عقيدة عسكرية تعودوا على استخدامها. وخلاصة القول أن الفريق شفيق ربما يلحق بقطار المرشحين للرئاسة في اللحظات الأخيرة وربما يكون فارق الساعات سبباً في إعادة إنتاج نظام مبارك من جديد وهو حل يبدو أنه سيريح العسكر من إشكاليات كثيرة مغبة البحث عن مخرج آمن ومن توابع الحكم المتوقع على حسني مبارك وأركان نظامه ومن عواقب مناقشة تفاصيل موازنة الجيش في مجلس الشعب. ولكن في الجهة المقابلة يوجد الشعب المصري الذي علم علم اليقين من الخبرة والتجربة أن العسكر لا ينفع مع مراوغتهم سوى الضغط الشعبي بكل أشكاله، بداية من استخدام القوى الناعمة أو السلطة الخامسة، وهي الثلاثي فايسبوك وتويتر ويوتيوب. ثم السلطة الرابعة وهي الصحافة وما أكثر الثوار من الكتاب. ثم السلطة التشريعية بقيادة «الإخوان» الذين انضموا أخيراً الى الشعب في مطالبه المشروعة. ثم تأتي قوة الضغط الشعبي الكبرى وهي النزول الى الميدان، وأقصد به ميدان التحرير الرئيس في القاهرة وميادين التحرير في كل المدن المصرية. وتبقى قوة الضغط الأخيرة للشعب وهي العصيان المدني وعندها لا يلومن العسكر إلا أنفسهم.