لا جدية في تحرك عربي للرد على الممارسات الاستفزازية لإيران، ولم نلمس من قادة الدول العربية سوى خيبة الأمل، من خلال الصمت على التدخلات الفاضحة لإيران في شؤون أوطاننا وشعوبنا، حتى وصل الحال إلى أنكار الرئيس الإيراني للحضارة العربية، كما جاء على لسانه في زيارته الأولى من نوعها لجزيرة «أبو موسى» العربية، المُحتلة إيرانياً منذ انسحاب القوات البريطانية منها في عام 1971. يتطاول مرة أخرى محمود أحمدي نجاد بالقول: «إن كل الوثائق التاريخية تثبت أن جزيرة أبو موسى جزيرة إيرانية»، ويتبجح بأن الحضارة الفارسية هي الوحيدة التي عرفتها المنطقة. كذلك تصريح رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء حسن فيروز آبادي «إن الخليج انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران». وتهديد القائد السابق للحرس الثوري سكرتير مجمع تشخيص النظام محسن رضائي للإمارات، وإنكار إيران المستمر لانتماء الخليج للعرب، وتحريفها الحقائق التأريخية والجغرافية والسكانية بعائدية جزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومحاولات طمس الهوية العربية لمنطقة الأحواز وشعبها. إن عنصرية الخطاب السياسي والإعلامي لإيران تجاه العرب لم تأت بجديد على صعيد مواقف وتصريحات أركان النظام الإيراني، وإنما جاءت تأكيداً لاستمرار ممارساتهم السابقة بسياساتهم الاستفزازية وتطلعاتهم الاستعمارية لشعوب المنطقة العربية. تلك نبذة عن بعض مواقف وتصريحات قادة النظام الإيراني عبروا فيها عن كرههم وحقدهم التاريخي للعرب، لذلك لم يعد بالإمكان إغفال الصمت العربي على تلك التدخلات التي أول ما ضربت العراق فحولته ساحة إيرانية بامتياز. واليوم نشهد تمدد «الأخطبوط» الإيراني في الدول العربية عبر تدخلاته السافرة ودعواته لقلب أنظمة الحكم وإشاعة الفوضى والاقتتال بين شعوب المنطقة. لم يحترم حكام إيران جيرانهم العرب وشركاءهم التاريخيين في المنطقة، الذين صاروا أهدافاً مكشوفه لهم، وساحات يسرحون ويمرحون فيها، بعد تخطي كل الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمر، فدق ناقوس الخطر بات لا بد منه، ما يتطلب من قادة العرب وقفة حقيقة وتصدياً للمطامع الفارسية، عبر تفعيل كافة أوراق الضغط لدى العرب على إيران من دون مهادنة أو تردد أو مساومة.