شدد أمين مؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين سابقاً الدكتور حمد البعادي، على أهمية عدم احتكار مسؤولي وزارة التربية والتعليم إدارة العملية التعليمية. وقال رداً على سؤال ل«الحياة» عن المقصود بالفئة القليلة التي دعا الأمير سعود بن عبدالمحسن إلى رفع وصايتها عن التعليم على حساب الغالبية الصامتة: «لعل أفضل من يجيب عن هذا السؤال هو الأمير سعود بن عبدالمحسن، ولكنني شخصياً أتوقع أن يكون الأمير قصد ألا يكون تقرير واقع النظام التعليمي حكراً على المسؤولين الرسميين عن النظام التعليمي في البلاد، بل أن تشارك فيه الجهات التي يعنيها التعليم، مثل عامة الناس والجهات ذات المصلحة، مثل شركات الهندسة والدوائر الحكومية وغيرها، لذا يجب أن تمثل هذه الجهات في النظام التعليمي، وألا تكون إدارة التعليم حكراً على مسؤولي وزارة التربية أياً كانت مشاربهم الفكرية، وهذا ممكن من خلال أخذ رأي الناس في تعليم أولادهم، عن طريق أشخاص يعملون في المجالس التعليمية التي تشرف على المدارس». وأضاف أن أمير منطقة حائل محق في القلق الذي عبر عنه في كلمته وهو قلق في محله، والطلاب السعوديون في مجملهم - ولا أقول كلهم - يعانون من ضعف شديد، خصوصاً في المواد التي تتيح لهم المنافسة في السوق والمسابقات العالمية مثل، الرياضيات والعلوم الطبيعية والحاسب الآلي والتقنية. ولفت البعادي إلى أنه لمس هذا الضعف بنفسه أثناء عمله في وزارة التربية والتعليم كمدير للتعليم الأجنبي، إذ كان أداؤهم أقل بكثير من نظرائهم من غير السعوديين، مشيراً إلى أن عمله السابق أيضاً كأمين لمؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين، أتاح له التأكد من أن مستوى الطلاب السعوديين أقل بكثير من المأمول. وقال: «المشكلة أكبر بكثير مما هو معلن رسمياً، وليست وزارة التربية والتعليم وحدها ملومة، وإنما نحن كشعب ملومون في شكل عام، ولكن وزارة التربية والتعليم في الواجهة، لذلك فإن هذا التحدي عليها وعلى وزارة التعليم العالي بأن تنظرا بالفعل إلى واقع التعليم لإجراء الإصلاحات المطلوبة». وبخصوص التعامل مع الطلاب الموهوبين الذين أشار إليهم الأمير سعود بن عبدالمحسن في كلمته، ذكر البعادي أن من المعلوم أن هذه الفئة من الطلاب تحتاج إلى رعاية خاصة في مدارس الموهوبين والبرامج الإثرائية في مدارس التعليم العام، متسائلاً «ماذا يبقى للطلاب العاديين الذين يشكلون السواد الأعظم من طلاب المدارس؟ وكيف يمكن أن نحفزهم ليحققوا ما يريدون؟ ونريد في الحقول التي أشار إليها الأمير سعود بن عبدالمحسن»، مضيفاً أن مستوى الطلاب والطالبات السعوديات في التعليم الجامعي أقل من نظرائهم في الدول المتقدمة. وروى البعادي قصة عن إحدى الشركات الأجنبية الكبرى التي كانت تقدم لوكيلها في السعودية منحاً للدراسة في جامعة «إم آي تي» الأميركية الرائدة عالمياً في حقول التقنية والعلوم والهندسة، وقال: «عبثاً كنا نحاول أن نجد لأحد الطلاب السعوديين مقعداً دراسياً في هذه الجامعة، إذ لا يكفي لإيجاد مقعد دراسي في ال«ام آي تي» أن توافر رسوم الدراسة، فعلى المتقدم أن يجتاز اختبارات القبول للجامعة التي لم يستطع الطلاب السعوديون اجتيازها، وهو ما اضطر وكيل الشركة إلى إعطاء المنح لطلاب آخرين من جنسيات أخرى، وقس على ذلك قبول الطلاب السعوديين في الجامعات المرموقة الأخرى عالمياً، مثل جامعات هارفارد وستانفورد وييل وبرينستن الأميركية، أو أكسفورد وكايمبردج البريطانيتين».