قدّم برنامج «أس أل كاست» الذي تبثه محطة «أم تي في» اللبنانية، أملاً جديداً إلى أصحاب مواهب التمثيل والتقليد بعدما كادت آفاق التلفزيون تقفل أمامهم بعدما اتجهت غالبية المحطات الى حصر برامجها بالغناء والاستعراض. أهمية البرنامج لا تكمن في أنه يشكل ميزة للمحطة العائدة إلى البث قبل أشهر بعد سنوات من الإقفال قسراً وتشتت نجوم شاشاتها بين المحطات اللبنانية والعربية فحسب، بل في أنه شكل فسحة مضيئة فعلاً أمام خريجي كليات الفنون، تمثيلاً ومسرحاً، كما أمام الموهوبين في شكل عام، ليقدموا مواهبهم أمام الجمهور ولجنة التحكيم المؤلفة من ممثلين بعضهم لمع نجمه أيام عزّ المحطة وفي أروقتها، وكذلك ليدخلوا بسمة جديدة إلى منازل المشاهدين وبقوالب كوميدية بعضها فريد وجديد. وفكرة البرنامج واسمه «أس أل كاست»، ليسا جديدين، لكنّ دمجهما وتقديمها في قالب برنامج بدا جميلاً ومميزاً. فالفكرة تشبه إلى حد بعيد، إن لم نقل مطابق، لفكرة «سوبر ستار» التي خبرها الجمهور العربي واللبناني 5 سنوات عبر شاشة «المستقبل» والقائمة على اختيار لجنة تحكيم مرشحين من موهوبي الغناء، انما في برنامجنا الحالي فمن موهوبي التمثيل، ثم تتوالى مراحل التمثيل والتحدي وصولاً إلى تصفيات انما هذه المرة لنجوم ممثلين وصلوا إلى المشاهدين عبر الشاشة. أما في ما يتعلق باسمه «أس أل كاست»، فهو متأت من اسم البرنامج الذي انفردت به المحطة قبل اقفالها وهو «أس ال شي». وهذه التسمية تحريف لكلمتي «أثقل شيء» بما يحمل التعبير اللغوي من بدل لمضمون البرنامج، أي استخدام تعبير «ثقيل» لمضمون ظريف لم يزل بعد سنوات طويلة من الغياب حاضراً بشخصياته واسكتشاته في أذهان الجمهور. وهذه الشخصيات كان يؤديها ممثلون نجوم لمعوا من خلال شاشة التلفزيون (أم تي في) ولم يحل إقفال المحطة دون استمرارها وبقائها على شاشات أخرى وخشبة مسرح القوالين (شونسونيه) إلى أن عادت المحطة إلى العمل وعاد من البرنامج موسيقاه (جنريك) وجزء من اسمه (أس أل)، على أمل أكبر وأوسع لا يقتصر على فكرة إيجاد مواهب يمكن أن تشارك في البرنامج حين يعود بل تتعدى ذلك إلى اكتشاف ممثلين حقيقيين. ف «سوبر ستار» و«ستار أكاديمي» وسواهما من البرامج التي طغت على ما عداها من برامج اكتشاف الهواة، ألغت منذ سنوات فكرة البرنامج الشامل على غرار برنامج «استوديو الفن» الذي لم يكن مقتصراً على فن الغناء فحسب بل كانت فقراته أشمل وتضم فنون التقليد والشعر والعزف والتقديم وحتى عرض الأزياء. وأدى غياب هذا النوع من البرامج إلى غياب موهوبي كل هذه الفنون ليطغى فن الغناء فقط، بالتالي لم يعد ممكناً اكتشاف موهبة كظاهرة باسم فغالي مثلاً التي انطلقت من شاشة «استوديو الفن» إلى العالم. وهنا تكمن أهمية «أس أل كاست» بالأمل بأن يعيد إلى الشاشة الصغيرة دورها الكبير... كأن تؤدي دور القمقم الذي ينطلق منه عملاق.