تظاهر المئات في النجف (160 كلم جنوب بغداد ) أمام مكتب الشيخ بشير النجفي، احد المراجع الشيعة الاربعة الكبار، تأييداً له بعد التفجير الذي طاول مكتبه في بغداد اول من امس. وطالب المتظاهرون الحكومتين المحلية والمركزية باتخاذ التدابير اللازمة لحماية رجال الحوزة العلمية ومراجعها وبفتح تحقيق لمعرفة الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال ومحاسبة المقصرين. وطالب الشيخ قاسم الرماحي ب»تعزيز الإجراءات الأمنية حول المنطقة القديمة في النجف لانها تضم مكاتب المراجع ومقر الحوزة العلمية». واستنكر «الأعمال الإرهابية التي تحاول تفرقة أبناء هذا الشعب ومحاولة إبعادهم عن مراجعهم بعدما فشلت مخططاتهم في زرع الفتنة الطائفية». واكد أن «المرجعية خط أحمر». وكان مكتب النجفي تعرض لهجوم بقنبلة صوتية اول من امس، بعد تعرض مكتب المرجع اسحاق الفياض لهجوم مشابه في نطاق سلسلة من الاستهدافات التي طاولت مكاتب رجال دين في عدد من المحافظات العراقية تزامنت مع الخلاف بين أنصار مرجعية النجف و»مرجعية» أحمد الصرخي. وقال النجفي في بيان ان «المستهدف من هذه الاعمال ليس الشخص بل المبدأ. ونعتبر ما يحدث لنا مواساة للعراقيين الذين تقطع اشلاؤهم اليوم في الشوارع وسط صمت وتقصير السلطات». وتابع: «لقد مللنا الصراخ والمطالبات من دون جدوى، فهم (السياسيون) يتصارعون وشعبهم يقتل» . وشدد على ان «بلايين الدنانير صرفت في مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية بلا جدوى، ولو كانت هذه الاموال صرفت في بناء مساكن تؤوي الفقراء من ابناء المحافظة لكان الأمر افضل». ودعا مدير مكتب النجفي الشيخ علي النجفي إلى الحكومة إلى «العمل توطيد الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد والحفاظ على رموزها الدينية». وطالب النجفي، خلال اتصال هاتفي مع «الحياة»، «الحكومة بتوفير الخدمات لأبناء الشعب العراقي الذي ادى ما عليه وانتخب وينتظر إضطلاع الحكومة بواجبات». واضاف: «ندعو الجميع إلى الوقوف يداً واحدة لبناء العراق وتحقيق امنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته والابتعاد عن الفرقة والنزاع السياسي الذي ليس فيه الا الخراب والدمار لهذا البلد». الى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة النجف الشيخ فايد الشمري إن «استهداف مكاتب عدد من المراجع الدينية ومعتمديهم لعبة مكشوفة بأهدافها وأشخاصها لتحقيق مكاسب سياسية غير مشروعة وتشويه الانجازات التي تحققت في المحافظة»، مؤكداً أن «المرجعية الدينية صمام أمان لكل العراق من أقصاه إلى أقصاه». إلى ذلك، دعا النائب عبد الهادي الحكيم «الجهات الأمنية إلى إعلان نتائج التحقيقات في استهداف مكاتب المراجع وإطلاع أبناء الشعب العراقي على التفاصيل لمعرفة الجهات المنفذة والراعية».