انتقدت مشاركات في «فعاليات أسبوع عمل المرأة»، ضعف الاهتمام في الحرفيات، في مجال التدريب، والتسويق، ونشر الوعي الحرفي. واستعرضت المشاركات في جلسة «مهنة من ذهب»، التي أقيمت مساء ول من أمس، المشكلات والعقبات في طريق التحاق الفتيات في المهن والحرف اليدوية. وأكدن أهمية إدخال المهن في المناهج التربوية، وربطها في القطاع السياحي، لزيادة فرص العمل النسائية، وتحويل هذه المهن إلى استثمارات مستقبلية. وأكدت مديرة مؤسسة «أصايل للتراث السعودي» نجوى عوني، خلال الجلسة، التي أدارتها رئيسة لجنة المشاغل في «غرفة الشرقية» شعاع الدحيلان، أهمية العمل التراثي في الاقتصاد الوطني، مبينة أن «تعلُّم المهن ينفصل عن الشهادات الأكاديمية، فتعلم سر المهنة يخلق جيلاً مُبتكراً، قادراً على الاستمرار، للوصول إلى الهدف». فيما أشارت الدحيلان إلى أهمية العمل الحرفي، وما يمكن أن يحققه، من خلال «الخروج من الدائرة الضيقة إلى أخرى أكثر اتساعاً»، مبينة أن العمل الحرفي «يختلف اختلافاً كلياً عن العمل الوظيفي، الذي يعتريه المحدودية، ويقل فيه الابتكار والإبداع». بدورها، أشارت الشريك في «دار اللمسة الأخيرة النسائي» ليلى الدوسري، إلى العقبات التي واجهتها لإقناع المجتمع في مهنة «الكوافيرة». وقالت: «إن عدم الاعتراف الرسمي في هذا النشاط، وقلة التدريب، وغيرها من العقبات التي تتعلق في استقطاب العمالة، تُعد من أبرز العقبات التي واجهتني»، مبينة أن الإقناع يكون من خلال «إثبات الذات لمواجهة التحديات التي قد تحد من الطموحات». فيما أكدت الدحيلان، أهمية قطاع الحرف والمشغولات اليدوية، الذي «يُشكل في بعض الدول، 20 في المئة من واردات النشاط السياحي، فضلاً عما يحققه من انتعاش في الناتج المحلي»، مضيفة أن «دولاً نامية تقوم مواردها السياحية على منتجات التراث، وتُولي اهتماماً كبيراً في التسويق لمنتجاتها التراثية». وانتقدت عوني، «القصور في الربط بين الحرف والسياحة، على رغم أن الحرف أساس الشعوب وتُشكِّل هويتها، فكثير من الدول تحافظ على تراثها من خلال سياحتها، لتعريف العالم الخارجي بأهمية ما لديها، والاستفادة من ذلك في الاستثمار. ونحن لم نجد اهتماماً في الحرف، سواءً لناحية التدريب والتسويق، أو نشر الوعي الحرفي». وانتقدت الدوسري، في ردها على سؤال حول أسباب غياب البرامج التدريبية للحرفيات وافتقاد أكاديميات، «أساليب التدريب لدى بعض المعاهد، ما يعرقل العمل الحرفي. على رغم أن فكر الفتيات السعوديات بدأ في الأعوام الأخيرة يميل إلى الحرف. فكثير منهن يحبذن مهنة الكوافيرة، إلا أنهن يفاجأن عند الاختبار التدريبي في مستواهن، فيشكل لهن صدمة في واقعهن، وهنا لا بد لنا من أكاديميات تجميل معتمدات، وذات تعليم أكاديمي احترافي، وليس تجارياً». وأكدت الدحيلان، على «معالجة نقص برامج التدريب من قبل الجهات المعنية. ولا بد من التأكيد على أهمية ربط مفهوم العمل الحرفي في نفوس الناشئة، من خلال ربطها في الأنشطة اللا منهجية في المدارس، وتخصيص حصص عن الحرف. كما يمكن أن يكون للتجميل نصيب من ذلك، لأهمية دخول المرأة فيه، من خلال موهبتها. فمن مرحلة عمرية مبكرة تتمكن الفتاة من معرفة ميولها. وتبدأ في تنميتها. وهنا الاستثمار الحقيقي الذي ينعكس بصور سليمة على الأداء والنشاط الاقتصادي». وأكدت رئيسة المجلس التنفيذي لسيدات الأعمال في «غرفة الشرقية» سميرة الصويغ، أهمية استغلال موسمي الحج والعمرة في التسويق للمشغولات التراثية والحرفية، من خلال «التبادل بين المناطق، وفتح آفاق العلاقات التجارية، فهذا بحد ذاته استثمار حقيقي، لأنه بالإمكان عمل أسواق تراثية كبيرة من إنتاج فتيات سعوديات من المناطق كافة»، منتقدة «خلو الأماكن الدينية في المملكة من القطع التراثية السعودية والمشغولات اليدوية التي تستهوي الزائرين عادة». وهذا ما أكدت عليه عوني، قائلة: «لم نصل إلى المستوى المطلوب في التسويق للمنتجات التراثية».