قتل 17 شخصاً بينهم 14 مدنياً في أعمال عنف في مناطق عدة من سورية أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار ناشطون والهيئة العامة للثورة السورية إلى أن ريف دمشق، وخاصة دوما وحرستا وكفر بطنا وسقبا وحمورية تعرضوا إما لقصف متواصل أدي إلى تدمير شوارع بأكملها ونزوح كبير للمدنيين، أو انتشار أمني كثيف لمنع خروج تظاهرات لمقابلة مراقبي الأممالمتحدة. وقال سكان وناشطون إن قوات الأمن عمدت إلى تدمير الممتلكات الخاصة في دوما مثل المحال والسيارات، مشيرين إلى اعتقالات في أوساط الناشطين وتفتيش للمارة مع انتشار كبير للحواجز الأمنية. وأوضحوا أن السلطات «تنتقم» من المدينة وسكانها وريف دمشق عموماً بسبب خروج تظاهرات ليلة كبيرة وأخرى لمقابلة المراقبين الدوليين أمس ترددت فيها هتافات تطالب بتسليح «الجيش الحر». وتحدث الناشطون عن قصف مدفعي على دوما وتحليق للطيران فوق المدينة لجمع معلومات حول انتشار الناشطين والمنشقين، موضحين أن ريف دمشق كله «تحت حصار» قوات الأمن. وقال المرصد السوري والهيئة العامة للثورة السورية إن دوما تتعرض منذ الفجر لقصف عنيف من قبل قوات النظام، كما شهدت عدة مدن وبلدات سورية عمليات اعتقال ودهم وقصف عشوائي. ووفق الهيئة العامة للثورة كان بين القتلى فتاة بالسابعة عشرة من عمرها، بعد أن أصابها قناص برصاصة برأسها بينما كانت بمنزلها بمدينة دوما، كما قتلت القوات السورية طفلاً (10 سنوات) من ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة المريقية ب دير الزور، وقتل شاب بمدينة الرستن بمحافظة حمص. وقال ناشطون إن شخصين قتلا برصاص قناصة في دوما التي زارها فريق المراقبين الدوليين أمس، والتي شهدت حملة اعتقالات ومداهمات وسمعت فيها أصوات انفجارات وإطلاق نار. وأوضح الناشطون إن دوما تتعرض لقصف عنيف منذ ساعات الصباح الأولى، وإن هذا القصف توقف فقط عند زيارة البعثة الأممية للمدينة، مؤكدين أن أعضاء البعثة شهدوا الدمار الكبير الذي لحق بعدة أحياء، وأنهم استمعوا لمظالم وشكاوى الأهالي ضد قوات النظام. ووفقاً للهيئة العامة للثورة السورية، فإن العمليات العسكرية التي تتعرض لها المدينة منذ أيام أسفرت عن إلحاق دمار شامل في حي حارة العرب وساحة الغنم، وشهدت المدينة حركة نزوح قوية خاصة في حيي القوتلي وحارة العرب. وأكدت الهيئة إن دوما تتعرض منذ الصباح الباكر لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من جهة شارع حلب وسط تحليق كثيف للطيران، بعد أن جرى تطويق المدينة بالكامل من كافة المداخل، وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات والإنترنت، وتمركزت تعزيزات عسكرية ضخمة بسوق الهال الرئيسي بالمدينة، حيث قامت القوات النظامية بإطلاق النار باتجاه شارع الجلاء. كما قتل شخصان برصاص عشوائي مصدره القوات النظامية في حرستا في ريف دمشق أيضاً. وقتل مواطن اثر إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات في قرية الشاتورية. وفي مدينة حرستا بريف دمشق أيضاً قالت الهيئة العامة إن حملة مداهمات واعتقالات واسعة شنتها قوات النظام منذ الفجر، وخصوصاً بالمنطقة الشرقية، مع إطلاق نار كثيف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة على طول شارع حرستا ودوما الرئيسي. ووفقاً للهيئة فإن الاعتقالات جاءت كرد فعل على خروج السيدات بتظاهرات ليلية لاستقبال اللجنة الأممية. وفي ريف دمشق أيضاً شهدت منطقة الرحيبة انتشاراً كثيفاً للجيش وقوات الأمن مع إطلاق نار عشوائي باتجاه المنازل والمحال التجارية، وهز انفجار ضخم المنطقة من ناحية اللواء 81، فيما وصلت تعزيزات عسكرية على الطريق الخارجي الغربي. وبكفر بطنا وسقبا وحمورية بريف دمشق وصلت تعزيزات من قوات الأمن وقامت بشن حملة دهم واعتقالات واسعة انتقاماً من الأهالي لمقابلتهم وفد اللجنة الأممية. وفي دير الزور (شرق)، قتل طفل في العاشرة من عمره إثر إصابته بإطلاق نار مصدره القوات النظامية في قرية المريعية. وفي ريف حمص (وسط)، قتل مواطن في مدينة الرستن برصاص الجيش النظامي الذي يحاصر المدينة منذ أشهر. وتسبب القصف العشوائي للمباني والمحلات في مدينة حمص بقطع الكهرباء والماء في كل من أحياء الصفصافة وباب هود وباب الدريب وباب تدمر وباب التركمان وباب المسدود والورشة وتحت المأذنتين والخالدية والقرابيص وجورة الشياح وسوق الحشيش والحميدية وبستان الديوان. أما في مدينة تلكلخ بريف حمص فقالت الهيئة إن أصوات رصاص كثيف أطلق من الحواجز الموجودة بالمدينة وفي شكل عشوائي باتجاه منازل المواطنين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أربعة قتلوا باستهداف قوات النظام حافلة ركاب في بلدة خان شيخون بإدلب شمال البلاد، وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل رجل مسن في مدينة بصرى الشام اثر سقوط قذيفة هاون على منزله أطلقتها القوات النظامية السورية، وقتل آخر في اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة. كما قتل شخص في طفس اثر إطلاق نار عشوائي من القوات النظامية. وقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في البلدة نفسها في اشتباكات. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مدرعات ومصفحات الجيش السوري اقتحمت منذ الصباح حي الضاهرية بمدينة حماة، التي شهدت أيضا حملة دهم واعتقال واسعتين. وبريف حلب قصف الجيش النظامي بلدة بيانون بالمدفعية والرشاشات الثقيلة في شكل عشوائي. كما هزت ثلاثة انفجارات قوية حي الصاخور بجانب الحديقة جهة الأرض الحمراء قرابة الساعة الثانية فجراً. واقتحمت قوات الأمن بوقت متأخر من الليلة الماضية مدينة درعا، بعد أن طوقتها من كل الجهات وأغلقت مداخلها وفرضت حظراً عليها قبل أن تبدأ عملية دهم واعتقال مترافقة مع إطلاق رصاص لترويع الأهالي. من جهة ثانية، سلمت الأجهزة الأمنية جثماني مواطنين اثنين إلى ذويهما بعد أيام من اعتقالهما في مدينة حماة (وسط)، كما سلم جثمان مواطن لذويه في قرية دار عزة في ريف حلب (شمال) بعد أن قضى تحت التعذيب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد عن مقتل شخص من قرية شنان في إدلب «قضى تحت التعذيب بعد 25 يوماً من اعتقاله في مدينة حمص». وتأتي هذه التطورات في اليوم الرابع عشر من بدء تطبيق وقف إطلاق النار وفي الأسبوع الثاني من عمل فريق المراقبين الدوليين للتحقق من وقف أعمال العنف. وواصل المراقبون مهمتهم في سورية وسط استمرار خروقات وقف إطلاق النار. وأفاد المسؤول في الفريق الدولي المكلف مراقبة وقف إطلاق النار في سورية نيراج سينغ أمس أن مراقبين اثنين استقرا في حماة (وسط) التي شهدت الاثنين عملية عسكرية عنيفة للقوات النظامية أسفرت عن مقتل 31 مدنياً. وقال موضحاً: «لدينا الآن مراقبان في حمص ومراقبان في حماة يقومون بمهامهم في تلك المناطق، ولدينا فريق يقوم أيضاً بجولات ميدانية من دمشق». من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وفد المراقبين الدوليين زار صباح أمس مدينة دوما في ريف دمشق «من دون مرافقة إعلامية». كما زار أعضاء آخرون أحياء حمص القديمة ودوار العباسيين في حي الزهراء باتجاه دوار القاهرة. وأضافت «سانا» أن وفد المراقبين زار محافظة حماة وسط البلاد و «التقى مختلف فعالياتها وجال في ساحة العاصي وأرجاء المدينة الأخرى مطلعاً على حقيقة الأوضاع ومستمعين إلى آراء المواطنين».