يختتم «المعرض الألماني الدولي للصناعات» في مدينة هانوفر، الذي انطلق بداية الأسبوع، عروضه غداً وسط اهتمام كبير انعكس في مشاركة خمسة آلاف شركة صناعية من 69 دولة، بزيادة نسبتها ثمانية في المئة قياساً الى السنتين الماضيتين. ويُعتبر المعرض الأكبر من نوعه في العالم، واستضاف الصين هذه السنة كشريك رئيس فيه ما أثار احتجاجات جماعات ألمانية ودولية مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب ما تعتبره انتهاكاً لهذه الحقوق في الصين. وافتتح المعرض المستشارة الألمانية انغيلا مركل ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو، وتجولا في جناح الصين الكبير حيث عرضت 500 شركة صينية منتجاتها التقنية المختلفة. ويقدّم المعرض فرصة كبيرة لعرض آخر الابتكارات الصناعية والتكنولوجية، خصوصاً تلك التي تراعي مبدأ التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة. وقالت مركل: «أظهرت الصين قدرتها على التصنيع وتطوير قدرات البحث العلمي، ما يفتح المجال أمام المنافسة للبحث عن حلول تقنية». وبعدما وصف وين المعرض بأنه «مقياس لتطوير الصناعة» رأى أنه يتمتع بأهمية لتعزيز العلاقات بين البلدين. وتشارك الصين بمنتجات تراوح ما بين سلع مبتكرة، وتقنيات في الطاقة الجديدة، ومركبات كهربائية وأدوات ذكية، وأصبحت تمثل منذ بضع سنوات سوقاً مهمة ومتنامية للصادرات الألمانية، لا سيّما في قطاع الآلات المصنّعة، التي بلغت الصادرات الألمانية منها إلى الصين العام الماضي 19 بليون يورو، فيما لم تتجاوز قبل عشر سنين خمسة بلايين يورو، فيما تحولت ألمانيا إلى سوق كبيرة لتصريف المنتجات الكهربائية الصينية. لكن الصينيين بدأوا منذ فترة نسخ الآلات المصنِّعة مظهرين قدرة تقنية جيدة قادرة على تشكيل منافسة حقيقية لقطاع صناعة الآلات الألمانية من حيث تدني كلفة اليد العاملة والإنتاج، وهو ما حصل أيضاً مع صناعة الألواح الشمسية، ما أجبر شركات ألمانية على الإغلاق. وقال المدير التنفيذي للرابطة الألمانية لصناعة الآلات هانّس هيسّه إن «المعرض يعد فرصة جيدة للصناعيين الألمان للوقوف على حجم المنافسة مع الصينيين والكميات الفعلية التي ينتجونها». وتأمل الرابطة في الحصول على طلبات جيدة من الصين هذه السنة أيضاً لسد النقص في الطلب من الدول الأخرى المتعثرة، إلا أن خبراء حذروا الرابطة من إهمال الدول الصاعدة الأخرى، مشيرين إلى أن سوق تصريف الآلات المصنّعة تبقى في هذه الدول مجتمعة.