بغداد - أ ف ب - بالحب والتضحية، يحارب روميو الشيعي وجولييت السنية، الطائفية التي تمزق العراق منذ سنوات، من خلال عمل مسرحي في بغداد يحيي أحد أشهر روايات وليام شكسبير. وتماشياً مع هذا القالب، حلّت المسدسات مكان السيوف، وارتدت بعض الشخصيات في المسرحية الدشداشة التقليدية والكوفية، فيما اختارت النسوة العباءة والحجاب. ويلخص المشهد الاخير من المسرحية التي قدّمت باللهجة العراقية، الرهاب العام الذي يواجه أهل بلاد الرافدين جراء التفجيرات الانتحارية، معيداً إحياء ذكرى هجوم 31 تشرين الاول (اكتوبر) 2010 الذي ذهب ضحيته 44 من المصلين وكاهنَين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد. وفي هذا المشهد يهرب روميو الى الكنيسة ثم تلحق به جولييت، ليدخل بارس (أحد شخصيات الرواية الاصلية) بنسخة عراقية ويفجر نفسه بحزام ناسف، قاتلاً معه العاشقين. ويشرح مناضل داود (52 سنة) مخرج المسرحية، أن «بارس عضو في تنظيم القاعدة وليس عراقياً»، في إشارة الى المقاتلين الاجانب الذين دخلوا الى العراق بعد اجتياح الولاياتالمتحدة عام 2003. ويقول أحمد صلاح (23 سنة) الذي يؤدي دور روميو «إنها قصة عراقية مئة في المئة، وأريد من خلالها أن أنقل صورة معاناة هذا الجيل والاجيال السابقة». وترى سروة رسول التي تؤدي دور جولييت أن العراق غني بمذاهبه وأعراقه، لكن للأسف إذا وقع عاشقان من طائفتين مختلفتين في الحب يكون الفراق ثالثهما في غالبية الحالات. وتؤكد: «ذلك لا ينطبق على الشيعة والسنة فحسب، إنما على العرب والاكراد أيضاً». وتابعت: «أي شخص لديه هدف يجب ألاّ يضع الطائفية أو القبيلة أو قضايا أخرى عائقاً أمام هدفه». وكان لكل من صالح ورسول تجربة شخصية مع مأساة طائفية، فصديقة رسول انتحرت لأن أهلها منعوها من الزواج من حبيبها العربي كونها كردية. كما تعرض حي أور (شمال بغداد) حيت تقطن رسول، الى عنف طائفي أودى بحياة المئات. أما صالح فيقول: «فقدت صديقين خلال الاحداث الطائفية. وحزني عليهم جعل أدائي أقوى». افتتحت المسرحية على خشبة المسرح الوطني في بغداد في 16 نيسان (ابريل)، استعداداً للمشاركة في مهرجان شكسبير في لندن. وستعرض من اليوم وحتى الخامس من أيار (مايو) المقبل في ستراتفورد، وفي لندن من 28 حزيران (يونيو) الى 30 من الشهر ذاته.