سادت حالة «استياء شديدة» في معقل النظام السوري بسبب ارتفاع عدد القتلى من الموالين وتجاهل الإعلام الرسمي لهم، في مقابل استمرار تقدم مقاتلي المعارضة في حماة وسط البلاد وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمالها الشرقي. وأخرجت «وحدات حماية الشعب الكردي» تنظيم «داعش» من مدينة الحسكة شرقاً أمس. (للمزيد) وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تسود حالة استياء شديدة في القرى والبلدات الموالية للنظام في الساحل السوري التي ينحدر منها عناصر قوات النظام والمسلحون الموالون الذين قتل منهم المئات خلال الأسبوعين الماضيين»، لافتاً إلى إصدار مسؤولين سوريين تعليمات ب «منع نشر أخبار الخسائر البشرية لقوات النظام والمسلحين الموالين في الوقت الذي يقوم فيه حزب الله اللبناني بتشييع قتلاه الذين يسقطون خلال الاشتباكات في سورية بمراسم ومواكب تشييع رسمية وتغطية إعلامية، الأمر الذي أثار حفيظة واستياء أهالي هذه القرى والبلدات كأن أبناءهم لا قيمة لهم عند النظام». وكان «المرصد» أشار الى سقوط 1100 قتيل من قوات النظام والموالين بعد عشرة أيام من أداء الرئيس بشار الأسد اليمين لولاية ثالثة في 16 الشهر الجاري. وأضاف: «نتيجة للخسائر الفادحة في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها وارتفاعها الحاد في الأسبوع الماضي، فإن النظام يستدعي عبر أجهزته آلاف الشبان من خلال تبليغهم بوجوب الالتحاق بالثكنات العسكرية التي أدوا فيها خدمتهم الإلزامية أو مراجعة مراكز التجنيد في مناطقهم». وتتجنب وسائل الإعلام الرسمية نشر أعداد قتلى «الفرقة 17» التي سيطر عليها «داعش»، لكن نشطاء موالين للنظام نشروا على «فايسبوك» أسماء القتلى والفارين من «الفرقة 17» الى مقرات النظام في شمال شرقي البلاد. إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة أمس، أن «وحدات حماية الشعب» طردت «داعش» من الحسكة وتحاصر قوات النظام فيها، وأن المقاتلين الأكراد بصدد الهجوم على مقر «الفوج 121» الذي سيطر عليه «داعش» قبل أيام. وفي دمشق، صد مقاتلو المعارضة هجمات القوات النظامية في بلدة المليحة شرق دمشق. وأوضح نشطاء معارضون أن النظام عرض «خروجاً آمناً للمحاصرين داخل المليحة مقابل تسليم أسلحتهم، لكن الثوار رفضوا وسيطروا على خمس نقاط للنظام»، وسط استمرار محاولة أنصار الأسد لاقتحام المليحة منذ 120 يوماً. وأفاد «المرصد» بأن الطيران شن غارات على حي جوبر شرق دمشق، فيما قالت «الهيئة السورية للإعلام» إن مقاتلي المعارضة «تصدوا لمحاولة قوات النظام اقتحام حي جوبر من جهة حاجز عرفة (الذي سيطرت عليها المعارضة قبل أيام) ما أدى الى مقتل عدد من عناصر الأخيرة. ودمر مقاتلو المعارضة دبابة قرب حاجز العباسيين» في دمشق. وقال نشطاء معارضون ان «عشرات القتلى والجرحى سقطوا بغارات مكثفة على مدينة دوما» شرق دمشق، بالتزامن مع معلومات عن قرب توحد فصائل المعارضة المسلحة تحت غطاء تكتل واحد. في حلب، «استشهد 6 مواطنين هم رجلان أحدهما مسن ومواطنتان اثنتان وفتاة في ال18 من عمرها وطفلة، جراء قصف مناطق في حي باب النيرب. كما استشهد 5 مواطنين وأنباء عن 8 آخرين لا يزالون تحت الأنقاص بسقوط براميل على مناطق في حي الصالحين، واستشهد رجل من حي القطانة إثر إلقاء الطيران المروحي برميلاً على منطقة في الحي. ووردت معلومات أولية عن استشهاد خمسة مواطنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي الصالحين». في واشنطن، اعلن وزير الخارجية جون كيري تقديم 378 مليون دولار اميركي مساعدة انسانية اضافية للضحايا المدنيين في سورية. وندد في بيان «باحدى اسوأ الازمات الانسانية في التاريخ الحديث».