يدعم الرأي العام الإسرائيلي، بغالبيته على الأقل، الهجوم العسكري على قطاع غزة بالرغم من سقوط أكثر من 50 جندياً إسرائيلياً حتى الآن، وفق ما يرى محللون. والثلثاء تم تشييع تسعة جنود إسرائيليين قتلوا في اليوم السابق، خمسة منهم لقوا حتفهم خلال تبادل إطلاق النار مع مقاتلين فلسطينيين تسللوا من قطاع غزة عبر أحد الأنفاق. وقتل أربعة منهم جراء انفجار قذيفة هاون داخل إسرائيل وآخر في معارك في قطاع غزة. وبالرغم من ازدياد عدد القتلى في صفوف الجيش، إلا أن غالبية واسعة من الإسرائيليين تعتقد بضرورة استمرار الهجوم العسكري ضد قطاع غزة، وفق استطلاع رأي نشرته صحيفة «معاريف». وجاء في الصحيفة أن «86.5 في المئة يعتقدون أنه لا يجب أن تقبل إسرائيل بوقف إطلاق نار طالما تواصل حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وطالما لم يتم الكشف عن الأنفاق كافة، وطالما ترفض حركة حماس الاستسلام». وقال المتخصص في العلوم السياسية أبراهام ديسكين، إن مقتل الجنود زاد من دعم العملية العسكرية. وأضاف «إذا تردد بعض الناس سابقاً أو كانوا غير واثقين وظنوا أنه يمكن ترك الأنفاق كما هي، فان مقتل الجنود الخمسة (أول) امس يظهر الخطر الناجم عن الأنفاق». ووفق ديسكين، الذي يترأس فرع القانون والحوكمة والإدارة في كلية «شعاري مشبات» شمال تل أبيب، فإن أي «تردد» لدى المجتمع الإسرائيلي حول الحرب على غزة تراجع الى حوالى الصفر الآن. وأضاف أن «كل جندي يقتل ينمي الشعور بالانتقام (...) الناس يقولون أنهم يدركون خطر الأنفاق». وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الإثنين إن «المواطنين الإسرائيليين لا يمكنهم أن يعيشوا تحت تهديد الصواريخ وأنفاق الموت». وأضاف «لن ننهي العملية من دون تدمير الأنفاق التي هدفها الوحيد قتل مواطنينا»، في إشارة إلى شبكة الأنفاق التي يمكن أن يتسلل عبرها المقاتلون الفلسطينيون من قطاع غزة إلى إسرائيل. وتخطى عدد القتلى الفلسطينيين 1300 منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع في الثامن من تموز (يوليو)، فيما قتل 53 جندياً إسرائيلياً منذ بدء الهجوم البري في 17 تموز. وآخر حرب لجأت فيها إسرائيل الى هجوم بري في قطاع غزة كانت حرب 2008-2009، والتي أطلق عليها اسم «الرصاص المصبوب»، واستمرت 22 يوماً، وقتل وقتها عشرة جنود وثلاثة مدنيين. وفي صحيفة «يديعوت أحرونوت» كتب ناعوم بارني أن «أصحاب القرار لم يتخيلوا يوماً أن يقترب عدد القتلى من الجنود من 50 خلال عشرة أيام من المعارك البرية». وتابع: «لم يتخيل الرأي العام الإسرائيلي ما آلت إليه الأمور». وبحسب الجنرال المتقاعد والرئيس السابق لوحدة التخطيط في الجيش الإسرائيلي إسرائيل زيف، فإنه من المرجح أن تتواصل العملية التي أعلن نتانياهو أن الهدف منها هو «تدمير الأنفاق». وقال زيف للصحافيين «اعتقد أنه في الأيام المقبلة، وفي حال لم يظهر أي حل سياسي أو استعداد حقيقي للتوصل إليه، سيكون على (الجيش الإسرائيلي) أن يغير استراتيجيته والتحرك في إطار خطوات ملموسة أكثر في قطاع غزة لتصعيد وتكثيف الضغط على حماس». وكتبت سيما كادمون الصحافية أيضاً في «يديعوت» أن «حماس، التي جرتنا نحو الحرب، تحاول الآن أن تجرنا أكثر داخل غزة». وحذر بن كاسبيت في «معاريف» من أن إسرائيل يجب أن تخرج ب «فوز واضح» عكس ما حصل خلال حرب تموز 2006 ضد حزب الله في لبنان.