قصفت القوات الاسرائيلية العديد من المواقع في قطاع غزة منها محطة الطاقة الوحيدة وأقرت بأنها تواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الوقت الذي تجري فيه جهود دبلوماسية لوقف اراقة الدماء. وفي ضربة للاقتصاد الاسرائيلي أوقفت شركات طيران أمريكية وأوروبية رحلاتها إلى تل ابيب يوم الثلاثاء حرصا على سلامة الركاب وسط تزايد الاضطرابات في المنطقة وبعد ان سقط صاروخ أطلقه فلسطينيون من غزة على منزل قريب من مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب. ودعا وزير النقل الاسرائيلي اسرائيل كاتس شركات الطيران إلى العودة لجداول رحلاتها المعتادة. وقال يوم الثلاثاء في بيان إن "مطار بن جوريون آمن للاقلاع والهبوط ولا توجد مخاوف أمنية على الطائرات والمسافرين." وتابع: "لا توجد حاجة لشركات الطيران الأمريكية لتعليق الرحلات ومكافأة الارهاب." وقال مسؤول اسرائيلي إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن يساعد في استئناف الرحلات الجوية الامريكية الي اسرائيل التي علقت بسبب القتال في غزة. وصرح المسؤول الاسرائيلي بأن نتنياهو تحدث الي كيري اثناء وجود الوزير الامريكي في مصر في مسعى للتوسط في وقف لاطلاق النار في غزة "وطلب منه العمل من أجل استئناف رحلات شركات الطيران الامريكية الي اسرائيل." وزار كيري مصر يوم الثلاثاء ووصل الى اسرائيل يوم الأربعاء بينما يزور الامين العام للامم المتحدة بان جي مون اسرائيل ليقودان الجهود الدولية لوقف القتال. كما تعمل قطر حليفة حماس من خلف الكواليس للتوصل الى اتفاق. وبدأت اسرائيل في الثامن من يوليو تموز حملة على غزة لوقف الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس التي غضبت من حملة الاعتقالات الاسرائيلية التي لاحقت أنصارها في الضفة الغربيةالمحتلة وتعاني اقتصاديا تحت وطأة الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع. وبعد ان فشلت اسرائيل في وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية بدأت عملية برية في قطاع غزة يوم الخميس الماضي في محاولة للقضاء على ترسانة حماس من الصواريخ وتدمير شبكة من الانفاق تحت الارض. وقتل حتى الآن في الصراع الذي يعتبر الأكثر دموية منذ خمس سنوات بين اسرائيل والفلسطينيين نحو 630 فلسطينيا كثير منهم من المدنيين والاطفال من بينهم طفل في السابعة من عمره قال مسعفون انه قتل لدى سقوط قذيفة على جنوبغزة في ساعة مبكرة من صباح يوم الاربعاء. كما قتل في الصراع نحو 29 جنديا اسرائيليا من بينهم ضابط في سلاح المدرعات قتله قناص فلسطيني خلال الليل. كما قتل اثنان من المدنيين في هجمات صاروخية. وأعلن الجيش الاسرائيلي عن فقد أحد جنوده يعتقد انه قتل. وقالت إسرائيل يوم الثلاثاء إنها فشلت في اقتفاء أي أثر لاحد جنودها تعتقد أنه قتل في قطاع غزة قبل نحو يومين وقالت حركة حماس إنها أسرته. وعرف الجيش الإسرائيلي الجندي المفقود باسم آرون شاؤول (21 عاما) وكان ضمن طاقم عربة مدرعة أصيبت بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاتلون فلسطينيون في غزة يوم الأحد. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ستة جنود آخرين كانوا في العربة في نفس الوقت وتم التعرف على رفاتهم جميعا. وأضاف "جهود التعرف على الجندي السابع مستمرة ولم تحسم بعد." وأعلنت حماس يوم الأحد أنها أسرت جنديا إسرائيليا لكنها لم تفصح عما إذا كان حيا أو ميتا. وخيمت فوق القطاع المكتظ بالسكان سحابة كثيفة من الدخان الاسود مع تردد أصوات المدفعية والدبابات في الاجواء. وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي "نلقى مقاومة حول الانفاق...انهم يحاولون بشكل دائم مهاجمتنا حول الانفاق وداخلها." وصرح بأن 30 مسلحا قتلوا خلال الليل مما رفع عدد القتلى الى 210 مسلحين منذ بدء الهجوم الاسرائيلي. وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس ان مقاتلها فجروا قنبلة مضادة للافراد لدى مرور دورية للجيش الاسرائيلي مما ادى الى مقتل عدد من الجنود. كما حدثت اعمال عنف في الضفة الغربيةالمحتلة حيث قتل جنود اسرائيليون فلسطينيا بالرصاص قرب بيت لحم. وقال الجيش ان جنوده اطلقوا طلقة مطاطية عليه اثناء اشتباكات مع فلسطينيين كانوا يلقون حجارة وقنابل حارقة. وقالت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان ان شابا فلسطينيا قتل برصاص جنود اسرائيليين في وقت متأخر من ليل الثلاثاء في قرية حوسان غربي بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت المصادر الطبية أن محمود حمامرة (34 عاما) وصل مصابا بالرصاص في الصدر الى مستشفى الميزان حيث فارق الحياة. وقال الشهود ان حمامرة كان يهم باغلاق متجره في منطقة اندلعت فيها مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية عندما اصيب برصاصة في الصدر. وأيدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية رسميا في بيان صدر في وقت مبكر يوم الاربعاء بعد اجتماع رأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالب الاساسية لحركة حماس لوقف الاعمال العدائية مع اسرائيل في قطاع غزة. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن بيان تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه "إن مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بأسره.. وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه." وقال البيان "أشادت القيادة الفلسطينية بالصمود العظيم لشعبنا وبالمقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلال الذي يرتكب المذابح والجرائم المتواصلة.. وإن شعبنا بأسره داخل الوطن وخارجه يقف بصلابة جنبا إلى جنب مع غزة هاشم وشعبها المقدام الذي ينزف في كل ساعة دفاعا عن الوطن الفلسطيني وحقوق الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني."