تنطلق منافسات النسخة الخامسة من بطولة خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مساء اليوم، إذ يستضيف فريق الاتحاد نظيره الهلال في ذهاب دور ال8، في «كلاسيكو» تنتظره جماهير الفريقين خاصة، والجماهير السعودية عامة، عطفاً على التنافس الكبير بين الطرفين في السنوات العشر الأخيرة على مختلف البطولات. الاتحاد سجل تفوقاً على نظيره الهلالي في السنوات الأخيرة، إذ حقق لقب البطولة في النسخة ما قبل الماضية للمرة الأولى على حساب الهلال في عقر داره ووسط جماهيره، وسبق وأن أبعده من دور نصف النهائي من البطولة ذاتها في النسخة الثانية، وكان حضور الهلال باهتاً في النسخ الأربع الماضية كافة، وفشل في تدوين اسمه في سجل الأبطال. يحرص كلا الفريقين الحصول على أفضل النتائج في مباراة «الذهاب» التي تعتبر الأهم في حسابات المدربين في مثل هذه البطولة، كما أن التعادل بأكثر عدد من الأهداف بمثابة الانتصار للفريق الضيف، ما يجعل المواجهة الأولى أكثر سخونة، والجماهير اعتادت على مشاهدة معترك كروي مختلف تماماً، عندما يلتقي الهلال بالاتحاد، ولن يلتفت المدربون إلى تقديم المستوى على أرض الميدان بقدر الحرص على تحقيق النتيجة المطلوبة، ودائماً ما يكون الحذر والحيطة العنوان الأبرز للمواجهات الكبيرة في الدقائق الأولى لإدراك المدربين أهمية عدم ولوج مرماهم هدف باكر، من شأنه أن يربك الخطوط كافة، ويمنح الخصم دفعة معنوية قد تقوده إلى الأفضلية الميدانية طوال ال90 دقيقة، وتمكنه من نتيجة المباراة. تبدو أوضاع الاتحاد في أحسن أحوالها منذ تولي الإسباني كانيدا المهمة التدريبية، إذ أعاد الهيبة للخطوط الصفراء وبات الفريق يلعب بروح عالية جداً، ولم يتجرع مرارة الخسارة تحت إشرافه حتى الآن، والجماهير الاتحادية تثق كثيراً بقدرات المدرب على تسخير إمكانات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، ونجح كانيدا في الاستفادة كما يجب من إمكانات اللاعبين، وقاده إلى الحضور اللافت في دوري أبطال آسيا، ما منحه تصدر فرق مجموعته، ولديه قائمة زاخرة بالأسماء البارزة، إذ يشكل نايف هزازي وسعود كريري وإبراهيم هزازي والمصري حسني عبدربه والمغربي محمد فوزي القوة الحقيقية للفريق، ولا شك أن غياب محمد أبوسبعان ورضا تكر للإيقاف، ومحمد نور للإصابة سيكون له بالغ الأثر في مخططات المدرب كانيدا. الهلال المتوج ببطولة كأس ولي العهد يعاني في الفترة الأخيرة من تراجع الروح المعنوية للاعبيه إلى جانب الإصابات التي دهمت صفوفه، وتأكد على إثرها غياب أسامة هوساوي، وكذلك السويدي ويلهامسون إلى جانب عيسى المحياني وعبدالعزيز الدوسري، لذا ستكون مهمة المدرب التشيخي هاسيك ليست سهلة لتعويض جملة الغيابات، خصوصاً أن الخصم بقامة فريق الاتحاد، ومن المنتظر أن يستعين بعبداللطيف الغنام في متوسط الدفاع بعد المستوى الضعيف جداً الذي قدمه حسن خيرات في المباراة الأخيرة، كما أن ماجد المرشدي ليس أفضل حالاً من خيرات، إلا أن قلة الخيارات أجبرت المدرب الإبقاء على المرشدي ضمن القائمة الأساسية، ويظل نواف العابد، ويوسف العربي وعادل هرماش أبرز الأوراق الزرقاء، فيما باتت مشاركة سالم الدوسري غير مجدية بعد أن فشل في إثبات أحقيته بالحضور في القائمة الأساسية. الجماهير الهلالية قلقة جداً على مستقبل فريقها، في ظل غياب روح اللاعبين، وعدم مبالاتهم داخل الميدان، إلى جانب انعدام الهوية الفنية منذ تولي هاسيك المهمة التدريبية، وكل ما يخشاه عشاق الفريق الأزرق أن يتعرض فريقهم إلى سقوط ذريع يدونه التاريخ في سجلاته سنوات طويلة، ومتى ما خسر الفريق اليوم بأداء مماثل للأداء الذي ظهر به في مواجهة الشباب الإماراتي الأخيرة، فسيغادر هاسيك إلى بلاده مباشرة، وقد لا يرافق البعثة في رحلة العودة إلى الرياض.