شدد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على ضرورة تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها وأبرزها كركوك، مؤكداً دعمه تطلعات المسيحيين والتركمان في الاقليم الكردي. وأعلن بارزاني، خلال سلسلة لقاءات عقدها مع منظمات المجتمع المدني في اربيل ووجهاء من المسيحيين والتركمان وحضرتها «الحياة»، دعمه تطلعات تركمان اقليم كردستان ومساندتهم في كل ما يصبون اليه، مبيناً أن «التركمان مكون اساسي، وهم القومية الثانية في الاقليم. ونحن نفتخر بارتباطهم الاخوي معنا». وكان بارزاني جدد الثلثاء الماضي مطالبته بضم كركوك المتعددة القوميات الى اقليم كردستان، مشيراً الى وثائق «تاريخية وجغرافية تؤكد ذلك» على رغم معارضة العرب والتركمان. وقال: «ان الذين يفكرون بأن مسالة كركوك وتطبيق المادة 140 الدستورية ستعالج بالزمن او ان عبر تأخير تنفيذها سينساها الاكراد، نقول لهم: بعد آلاف السنين لن ننسى تنفيذ تطبيق هذه المادة الدستورية لأنها الحل الوحيد». وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على «تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول (ديسمبر) 2007». وفي حين يعتبر العرب والتركمان هذه المادة لاغية بعد انتهاء المهلة لتطبيق بنودها (عام 2007) يصر الأكراد على تطبيقها. من جهة أخرى، تعهد بارزاني بتغيير توصيف المكونات المسيحية في الاقليم في حال اتفقت جميع الفصائل على ذلك في مؤتمر يحضره مسيحيو الخارج والداخل. وقال بارزاني أن «دستور اقليم كردستان اقر الكثير من الحقوق لمختلف مكونات شعب كردستان العراق، وليس لأحد أياً كان أن يلغي الدستور أو يبطله إلا بالطرق الشرعية والرسمية المتبعة». وأضاف: «ان أي شخص كان بامكانه ان يطلق وعوداً كبيرة، وأن يروّج لشعارات عريضة لكسب ثقة الناخبين، لكن يجب أن نفرق بين من يطلق الوعود لمجرد الكلام، وبين من يطلقها ويسعى حثيثاً للعمل على تحقيقها. والقائمة الكردستانية التي تمثل الحزبين الكرديين قادرة وستعمل بكل جد على تحقيق ما تعد به». وخلال لقائه مع وجهاء المسيحيين ورجال الدين شدد بارزاني على أن «المسيحيين هم اصحاب هذه البلاد حالهم حال الجميع»، وأن حكومة اقليم كردستان «لن تدخر جهداً في سبيل دعم قضايا المواطنين المسيحيين». وتناول بارزاني خلال حديثه الخلافات الداخلية بين الأحزاب المسيحية في العراق، وقال: «نرجو أن تعملوا على حل خلافاتكم بأنفسكم وألا تلقوا بتبعاتها على عاتقنا. لقد واجهنا مشكلة كبيرة عند اقرار دستور الاقليم بسبب التسمية التي اردتموها، فبعضكم اراد تسمية الكلدان السريان الاشوريين، وبعضكم ارادها مفصولة عن بعضها البعض (الكلدان والسريان والاشوريين). ودائماً كان هنالك طرف غير راض». ودعا بارزاني الى عقد «مؤتمر موسع يضم جميع الفصائل السياسية المسيحية في الداخل والخارج إضافة الى رجال الدين للبحث في موضوع التسمية والوصول الى اتفاق بهذا الصدد»، مبدياً استعداد الاقليم لتبني اقامة هذا المؤتمر وتنفيذ مقرراته في دستور الاقليم حال حصول اتفاق بين جميع الاطراف. وكان رئيس برلمان اقليم كردستان العراق عدنان المفتي أعلن تأجيل الاستفتاء على مشروع دستور للاقليم الى موعد غير محدد بعد معارضة مفوضية الانتخابات اجراءه في 25 تموز (يوليو) الجاري بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الاقليم. وصادق برلمان الاقليم على مشروع دستور في 24 حزيران (يونيو) الماضي املاً بطرحه على الاستفتاء الشعبي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وينافس بارزاني اربعة مرشحين آخرين لرئاسة اقليم كردستان هم: امين عام حزب التقدم هلو ابراهيم احمد، والدكتور كمال ميراودلي وحسين كرمياني وسفين شيخ محمد.