ليس هناك من أمر يقض مضاجعنا هذه الأشهر التي عبرت، أكثر من قضية أهلنا بالشام، أهل سورية، أهلنا الذين تفتك بهم قوة ظالمة، يقودها إناس لم تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم، في مشهد مؤلم محزن، على رغم وجود مراقيبن دوليين أرسلهم مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار من القوات الحكومية السورية. هذه القوة الظالمة، وجدت في روسيا اليوم، سنداً يدعم جبروتها ضد من؟ ضد شعبها، وروسيا اليوم حليفة بشار، والداعم الأكبر له، ليست إلا الاتحاد السوفياتي السابق، الداعم الأكبر لوالده حافظ الأسد، الذي دك حماة فقتل في ثلاثة أسابيع، ما لم تقتله إسرائيل من العرب في حروبها معهم، حين أنهى حياة ما يزيد على 30 ألف سوري، وهجّر الآلاف منهم، وأصاب العشرات من الآلاف بالإعاقات المختلفة، نتيجة إصاباتهم بكل أنواع الأسلحة! فما أشبه الليلة بالبارحة يا أهلنا في سورية! فها هو السيناريو يتكرر، بشار الأسد يقتل شعبه في معظم مدن سورية، كما فعل والده من قبل، والداعم الروسي «الاتحاد السوفياتي السابق» يشتغل على الجبهة نفسها، دعماً سياسياً باستخدام «الفيتو» لمنع إدانة النظام البشاري، من دول العالم، ودعماً مسلحاً. ليست روسيا وحدها من تدعم قوة الظلم والعدوان، بل يرافقها في هذا الخط، دعم حكومة الصين، ودعم حكومة العمائم في إيران، وميليشيات حزب الله في لبنان، وأمام هذه القوة التحالفية العاتية، يقف ثوار سورية بما لديهم من أسلحة خفيفة، بكل صلابة، لإيمانهم بعدالة قضيتهم، وفي صدورهم إيمان بقضية الحرية للوطن من الاستعباد النصيري لهم طيلة العقود الأربعة الماضية. منذ تولى حافظ الأسد حكم سورية في عام 1971، كأول علوي أو نصيري بالأصح يتولى رئاسة سورية، يعززه إيمانهم بالله، الذي لن يخذلهم وهم يهتفون صباح مساء «ما لنا غيرك يا الله»، ولن يخيب الله رجاءهم بإذنه وحوله وقوته، فما يحدث لهم فاق ما سمعناه وقرأناه من أفعال النازية في أوروبا، واليهود في فلسطين. العجيب المؤلم أن هذه القوة الأسدية استقوت على شعب أعزل ضعيف اضطر للدفاع عن نفسه، بينما حكم الأسد «الوالد والابن»، لهما مواقف سلبية من الجولان، فلم تطلق طلقة واحدة لتحرير الجولان، بينما أطلقت مئات الآلاف من أنواع الذخيرة على «بابا عمرو، وحمص، وإدلب، وريف دمشق، وحماه، والحميدية والرستن» وغيرها! أما الجولان فليست هناك طلقة واحدة تطلق باتجاه المحتل الإسرائيلي بأمر الحاكم الأسدي! لتبيت هانئة قريرة منذ سقطت، أو تخلى عنها في عام 1967، أعين الإسرائيليين، بينما القلق والسهاد والخوف، لأعين السوريين شباباً وشيباناً، وأطفالاً ونساءً، وما أصدق قول إيليا أبو ماضي «لا تضحكوا وبأرض الشام نائحة»! فأي ظلم هذا، وأي قومية وعروبة يتغنى بها هؤلاء طيلة حكمهم، وهم لم يحركوا قواتهم إلا لقمع شعبهم وقتله، فرّج الله عن أهل سورية كربتهم، وحقق لهم النصر قريباً غير بعيد؟! - خميس مشيط [email protected]