هل يمكن مقارنة إسرائيل بإيران؟ لا طبعاً، إلا أن ما سبق يحتاج الى شرح فقد كان عنوان جدل أثارته افتتاحية في «لوس انجليس تايمز» هذا الأسبوع وردود بعض القراء من يهود أميركيين وغيرهم على انتقاد الجريدة رد الفعل المبالغ فيه من الحكومة الاسرائيلية والميديا على قصيدة غونتر غراس التي اعتبرت اسرائيل خطراً على السلام العالمي، وإيران دون ذلك لأن إمتلاكها السلاح النووي غير مؤكد. إيران تحتل جزراً ثلاثاً للإمارات العربية المتحدة وسنظل نطالب بتحريرها وندين الاحتلال. غير أن إيران يسكنها إيرانيون ومواقفها عدوانية من الإمارات ودول الخليج العربية كلها إلا أنها لا تقارن بجناية الإحتلال الإسرائيلي وسرقة بلاد من أهلها وقتل النساء والأطفال والشيوخ، مع الرجال. إيران بالمقارنة مع اسرائيل هي الأم تريزا... وأنتقل الى «تمويل الإرهاب»، والعنوان جعلني أفكر في الإرهاب الإسرائيلي وتمويله سنوياً بثلاثة بلايين دولار من المساعدات الأميركية المعلنة، وما يعادل عشرة بلايين دولار من المساعدات غير المباشرة والمعفاة من الضرائب، وهذا من بلد على شفير الإفلاس. المقال في «ذي ناشونال انترست» كان يحتج على التركيز في الولاياتالمتحدة على الجمعيات الخيرية الإسلامية وملاحقتها والتضييق عليها في حين يُسمح لأنصار المستوطنين جمع الأموال للبناء في الخليل مخالفين قرارات دولية تؤيدها الإدارة الاميركية. إسرائيل أم الإرهاب وأبوه، وأول إرهابيين في منطقتنا أصبحوا رؤساء وزراء في اسرائيل، بدءاً بديفيد بن غوريون وانتهاء ببنيامين نتانياهو، والإرهاب الاسرائيلي هو الذي أطلق حركات التحرر الوطني مثل فتح وحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، كما أنه برر انطلاق إرهابيين مجرمين من نوع القاعدة والمتطرفين الآخرين. لولا اسرائيل لما وجد إرهاب في بلادنا. الجريمة مستمرة، وفي الأخبار ان الاسرائيليين سرقوا المقابر في القدس، ويحاولون اختراع آثار لهم فيها، وهم اقتلعوا 30 ألفاً من بدو النقب وحرموهم من مصادر رزقهم. الإسرائيليون منعوا المتعاطفين مع الفلسطينيين من الصعود الى الطائرات في الخارج، ومن مغادرة المطار في اسرائيل، وفرضوا حصاراً على الضفة الغربية، وجريدتنا تابعت الموضوع بشكل كافٍ ووافٍ. نقطة واحدة أضيفها هنا، فمجرم الحرب الدجال بنيامين نتانياهو تفوّق على نفسه وهو يتحدث عن «إزدواجية المعايير»، ويقول إن على طلاب السلام أن يحققوا في توافر حقوق الإنسان في غزة وفي وسورية وفي ايران. نتانياهو يقول إنه إذا كانت حقوق الإنسان منقوصة أو ضائعة في غزة وسورية وإيران، فإن من حق اسرائيل أن تحرم الفلسطينيين أصحاب الأرض الوحيدين من هذه الحقوق وتقتلهم، وبالمنطق نفسه، إذا قتل هتلر اليهود في أوروبا، فلماذا لا ينظم اللاجئون اليهود في فلسطين المجازر من دير ياسين وحتى غزة اليوم وكل مجزرة بينهما. ليس كل اليهود حول العالم نازيين جدداً من نوع أعضاء الحكومة الاسرائيلية فالغالبية من طلاب السلام، وبعض أنشطهم في اسرائيل نفسها، وأنا أتابع عملهم وأعترف بأن بعضهم أفضل وأكثر التزاماً من طلاب السلام العرب. غير أن المشكلة مع الغالبية اليهودية التي تريد السلام أن غالبية داخلها لا تريد أن تصدق أن إسرائيل دولة عنصرية مجرمة. ومَثل واحد يكفي، فقد دُعيت فرقة مسرحية اسرائيلية اسمها هابيما للمشاركة في اولمبياد ثقافي في مسرح غلوب في لندن. وعارض دعوتها 27 شخصية فنية بارزة لأن الفرقة أدّت عروضاً في مستوطنات، ثم قرأت أن ثلاث شخصيات بارزة أخرى أيّدت الدعوة هي هوارد جاكوبسون ومورين ليبمان وسايمون كالو. والأولان من اليهود البريطانيين، وقد اعتبرتهما دائماً بين المعتدلين، إلا أنهما من جماعات ترفض أن تصدق أن اسرائيل يمكن أن تكون بالسوء الذي توصف به. [email protected]