نجح رئيس الحكومة الاسرائيلية ، بنيامين نتانياهو، في ترهيب الاسرائيليين من خطر ابادتهم ووقوع محرقة جديدة او ما هو معروف ب"الهولوكست" في ظل التصريحات التي تتحدث عن ابادة اسرائيل ومحوها عن الخارطة، خاصة من قبل ايران. ودل استطلاع راي اجراه الكنيست الاسرائيلي، بعد الكلمة التي القاها نتانياهو في مراسيم ذكرى المحرقة ،ان اربعة وستين في المئة من الاسرائيليين باتوا على قناعة بان اسرائيل بحاجة للتسلح النووي حتى تمنع كارثة جديدة في مقابل تسعة وعشرين في المئة لا يقتنعون بهذا الموقف. ودل الاستطلاع ان أربعة وسبعين في المئة من الاسرائيليين يعتقدون ان السلاح النووي الايراني يشكل تهديداً حقيقياً على مستقبل الدولة العبرية . وعلى رغم قناعة هذه النسبة العالية من الاسرائيليين بما تحدث به نتانياهو حول الخطر النووي الايراني على اسرائيل الا ان ستين في المئة منهم على قناعة بعدم وقوع كارثة شبيهة بتلك التي ارتكبتها النازية فيما ستة وثلاثين في المئة يعتقدون ان الخطر من تكرار الهولوكست ما زال قائما. وتعكس هذه المعطيات حال الخوف والقلق لدى الاسرائيليين ،التي يبدو انها تفاقمت بعد ان كرست القيادة الاسرائيلية احياء ذكرى المحرقة لترهيب وتخويف الاسرائيليين من خطر ابادتهم من قبل ايران، خاصة رئيس الحكومة الذي أجرى مقارنة بين التهديد النازي لليهود وبين التهديد العربي لاسرائيل وليس فقط ايران. فقال: "دولة إسرائيل قد تعاملت بنجاح مع المخاطر الوجودية عندما كانت أقلّ قوة بكثير مما هي عليه الآن، ويجب القول إن قادتها لم يترددوا حينها في قول الحقيقة للشعب. وكان دافيد بن غوريون (رئيس الوزراء الأول)قد قال للشعب الحقيقة بالنسبة للخطر الوجودي الذي كان يواجهنا حينها. وجاءت أقوال بن غوريون هذه عام 1948 عندما حاولت خمسة جيوش عربية القضاء على دولة إسرائيل الوليدة. وكان ليفي إشكول (رئيس الوزراء 1963-1969) قد قال أيضاً الحقيقة للشعب عام 1967 عندما اشتدّ الطوق الملتفّ حول رقبة إسرائيل التي كانت تواجه مصيرها بمفردها. وعندما سمع الشعب هذه الحقيقة ، هل انتابه الوجل أم أنه رص صفوفه لدرء الخطر؟ هل شلّ الخوف قدراتنا أم عملنا ما كان من الواجب أن نعمله للدفاع عن أنفسنا؟ إنني أثق بشعب إسرائيل، ولا تأتي هذه الثقة لمجرد الكلام فحسب بل إنها تقوم على تجربة حياتنا. ورد نتانياهو على أولئك الذين يتهمونه بالاستخفاف بالمحرقة، عندما يقارن بين النازية الألمانية بقيادة أدولف هتلر وبين ايران بقيادة محمود أحمدي نجاد، فقال: "أرفض هذا الموقف رفضاً باتاً، بل أرى أن تحاشي قول الحقيقة ومفادها أن هناك الآن مثلما كان الأمر في الماضي مَن يرغب في إبادة الملايين من اليهود يعني الاستخفاف بالمحرقة وإهانة ضحاياها وتجاهل دروسها. إنني بصفتي رئيساً لحكومة إسرائيل لن أتحاشى أبداً قول الحقيقة للأمم والشعوب حتى عندما تكون هذه الحقيقة غير مريحة. إنني أقول الحقيقة في مقرّ الأممالمتحدة وفي واشنطن عاصمة صديقتنا الكبيرة الولاياتالمتحدة وفي عواصم أخرى أيضاً، مثلما أقول هذه الحقيقة هنا في القدس. وسوف أستمر في قول الحقيقة للعالم ولكن أولاً لشعبي لأنني على يقين من أن لديه ما يكفي من قوة للاستماع إلى الحقيقة. فالحقيقة هي أن إيران حال تسلّحها بالسلاح النووي تشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل، والحقيقة هي أن إيران حالما أصبحت قوة نووية تشكل تهديداً سياسياً بالنسبة لدول أخرى في المنطقة وتهديداً خطيراً للسلام العالمي، والحقيقة هي أنه يجب منع إيران من الحصول على السلاح النووي. ويقع هذا الواجب على عاتق العالم لكن هذا الأمر فوق كل شيء هو من واجبنا.