هددت إيران أمس، بوقف بيع كل الدول الأوروبية نفطاً، إذا لم يلغِ الاتحاد الأوروبي حظراً على استيراد النفط من طهران، خلال المحادثات المقررة في بغداد الشهر المقبل، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي: «نأمل بأن يلغي الأوروبيون الحظر على النفط الإيراني، في محادثات بغداد. وإذا لم يفعلوا ذلك، سنقطع بالتأكيد بيع أوروبا نفطاً». وأضاف: «نبيع نفطاً إلى كل أوروبا، في استثناء فرنسا وبريطانيا. بالنسبة إلى الدول الأخرى، الصادرات مستمرة، ولكن في بعض الحالات هناك مشاكل مالية مرتبطة بصعوبات في تحويل الأموال. أوقفنا بيع نفط خام لشركة شل البريطانية الهولندية، بسبب مبالغ مترتبة عليها، قيمتها بليون دولار». ولم تنفِ السلطات الإيرانية، أنباء أوردتها وسائل إعلام رسمية أفادت بوقف طهران تصدير نفط إلى برلين ومدريد وأثينا، استباقاً لحظر نفطي فرضه الاتحاد الأوروبي على إيران، يُطبق مطلع تموز (يوليو) المقبل. في غضون ذلك، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران بالسعي إلى «إبادة» الدولة العبرية بسلاح نووي. وقال: «يدعو النظام الإيراني ويعمل بحزم، لإبادتنا، ويجهد لتطوير أسلحة نووية، لتحقيق هذا الهدف. أؤمن بالشعب اليهودي وبقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا، ضد من يريد قتلنا». وأضاف خلال إحياء ذكرى المحرقة النازية في متحف «ياد فاشيم»: «من ينفي التهديد الإيراني، وكأنه نزوة أو مبالغة، يكون لم يستخلص عِبَر المحرقة، ولكن الواقع مختلف تماماً الآن، إذ لدينا دولة وجيشاً والقدرات والواجب والحزم بالدفاع عن أنفسنا». وزاد: «إيران مسلّحة نووياً، تشكّل تهديداً خطراً على إسرائيل ودول أخرى في المنطقة وعلى السلام العالمي، وثمة واجب بمنعها من امتلاك هذا السلاح، وهذا واجب العالم، ولكن أكثر من ذلك هذا الواجب الملقى على عاتقنا، ولن ندفن رأسنا في الرمل». أما الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز فاعتبر أن «على الإنسانية استخلاص العِبَر من المحرقة، ومواجهة تهديدات وجودية، قبل أن يصبح الوقت متأخراً». وقال: «إيران محور هذا التهديد، والإرهاب، وتشكّل تهديداً للسلام العالمي». المفارقة أن كلام نتانياهو وبيريز، أتى بعد إقرار دان ميريدور، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الاستخبارات والطاقة النووية، بأن إيران لم تتعهد مطلقاً «محو إسرائيل عن الخريطة». وقال لقناة «الجزيرة»، في إشارة إلى الإيرانيين: «لم يقولوا: سنمحو (إسرائيل)، بل إنها «لن تبقى موجودة، وإنها ورم سرطاني يجب إزالته». إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور إن تل أبيب «لم تتخذ قراراً حاسماً» في شأن طهران. واعتبر أن إيران «تهديد بالنسبة إلى تركيا»، وشجع الأخيرة على اتخاذ «موقف عدائي إزاءها». وفي باريس، حذر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه من «عواقب ضخمة لخيار عسكري على إيران، ويجب بذل كل الجهود لتجنبها، وهذا ما نفعله، أي أن نذكر بحزم أننا لن نقبل امتلاكها قنبلة نووية». وأشار إلى أن محادثات إسطنبول أدت «للمرة الأولى إلى احتمالات إيجابية، ولكن من السابق لأوانه القول ببدء مسار فعلي، وتعتبر فرنسا أن على إيران أن تقوم بالخطوة الأولى، وأن ليس على المجتمع الدولي رفع العقوبات عنها، في انتظار بادرة حسن نية منها».