أكد مصدر سعودي مطلع ل «الحياة» أمس أن السعودية لا تتعامل مع «الفئة الضالة» أو من يمثلها، بأي شكل خصوصاً أنها وقفت ضدهم بعد استهدافهم ثلاثة مجمعات سكنية في الرياض في عام 2003 وسعت إلى تجفيف منابع تمويلهم، واستئصال عناصرهم، بالمواجهات الأمنية والعمليات الاستباقية. وذكر أن تسليم السجناء والسجينات يخضع لما يقرره القضاء الشرعي، في إشارة إلى مطالبة تنظيم «القاعدة» في اليمن بتسليمه سجناء وسجينات في السعودية في مقابل إطلاق نائب القنصل السعودي في عدن الذي تبنى «القاعدة» اختطافه قبل أسابيع. وقال شقيق الديبلوماسي المختطف ل «الحياة» أمس إن تحرير شقيقه من الأَسْر ليس من المستحيلات، وإن روحه فداء للوطن. وأكد أنه حتى لو طالت مدة أَسْره فإن ذلك لن يفت عضد أسرته. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن السعودية ترفض «الابتزاز أياً كان مصدره، سواء أكان داخل المملكة أم خارجها». جاء ذلك عقب تلقي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي الحمدان اتصالات هاتفية من المطلوب الذي يحمل الرقم 77 في قائمة ال85 مشعل الشدوخي، أبلغه فيها بمطالب تنظيم «القاعدة» في اليمن لإطلاق نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي الذي اختطف في 28 آذار (مارس) الماضي. وأشار إلى أن المملكة حريصة على أمن وسلامة ممثليها الذين يعملون في السفارات السعودية في الخارج ومواطنيها كذلك، لضمان تأمين سلامتهم، وتوفير سبل العيش لهم أينما كانوا. ولفت المصدر إلى أن تسليم السجناء والسجينات الموقوفين في السجون السعودية على ذمة قضايا أمنية مختلفة، يخضع للأحكام الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، ولا يسلّم أحد منهم إلا لذويه فحسب بعد الانتهاء من التحقيقات وعرض السجناء والسجينات على القضاء الشرعي، وانتهاء مدة المحكومية. وأضاف: «المملكة مهتمة بالجانب الشرعي، وهذا الجُرْم الممثل باختطاف الديبلوماسي السعودي، والمساومة عليه بسجناء وسجينات، منهم من صدرت بحقه أحكام قضائية، منافٍ للإسلام وجريمة بحق المواطنين». وذكر المصدر أن ذلك العمل لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية والشيم العربية، خصوصاً أن مناطق اليمن تقوم عليها القبلية، وهذه المطالب تنافيها الأعراف والعادات والتقاليد في تسليم النساء إلى تنظيمات إرهابية في دولة أخرى. وفي سياق متصل، أوضح إبراهيم الخالدي شقيق الديبلوماسي السعودي المختطف، أنه ليست هناك مستحيلات في شأن تحرير شقيقه من أيدي «المجرمين الذين يدّعون الإسلام، طالما أن هناك دولة ورجالاً وراء الموضوع». وأكد أنه لو طالت مدة الاختطاف فإن ذلك لن يؤثر في أسرة الخالدي، «لأنه جندي مجند لخدمة دينه ووطنه». وقال الخالدي في اتصال أجرته معه «الحياة» أمس، إن شقيقه الذي اختطف أمام منزله الشهر الماضي، «هو فداء للوطن الذي كان يمثّله خارج المملكة لخدمة المواطن السعودي والأشقاء اليمنيين، وتسهيل أمورهم من إصدار تأشيرات الحج والعمرة والعمالة والزيارات». وأشار إلى الاتصال الذي عرض أول من أمس بين السفير السعودي لدى اليمن والمطلوب الشدوخي، وعرض فيه الأخير مطالب لا يقرها الشرع، في مقابل الإفراج عن الخالدي، وقال: «نحن في مملكة يحكمها الكتاب والسنة، فكيف يتم إخراج هؤلاء قبل عرضهم على القضاء»؟ وأضاف: «اتصال أحد عناصر التنظيم مع السفير لم يؤثر في أسرتنا، ولم يحرك فينا ساكناً. نحن خلف توجيهات ولاة الأمر التي ستسعى إلى التأكد أولاً من وجوده في أَسر «القاعدة» في اليمن من جهة، وتحريره سالماً معافى بإذن الله، من الجهة الأخرى». مصدر مسؤول ل«الحياة»: لا تعامل مع الإرهابيين بأي شكل والسجناء لا يُسلمون إلا لذويهم «حقوق الإنسان» تستنكر عملية اختطاف الخالدي شقيق الديبلوماسي المختطف ل«الحياة» تحرير «الخالدي» ليس مستحيلاً... وهو فداء للوطن