علمت «الحياة» أن تفاصيل فنية وتعاقدية أدخلت حقوق النقل التلفزيوني للمنافسات السعودية في متاهة أدت إلى تأجيل حسم الصفقة في الفترة الماضية، فيما بات وشيكاً الإعلان الرسمي عن توقيع عقد يربط مجموعة «إم بي سي» بالدوري السعودي لأكثر من خمسة أعوام، ويبدو أن أصحاب القرار يملكون توجهاً جاداً بمنح حقوق بث الملخصات ونسبة محددة من المباريات للقنوات الراغبة، ما يفتح المجال للمتنافسين الحاليين على العقد للحضور على خريطة من يبثون الدوري السعودي. وتبلغ عدد مباريات المنافسات السعودية ما يزيد على 1000 مباراة في منافسات كرة القدم كافة، المتضمنة دوري عبداللطيف جميل ومسابقتي كأس الملك وولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد ودوري ركاء ودوري الدرجة الثانية، إضافة إلى دوري درجتي الشباب والناشئين، في حين أن عرض ال«إم بي سي» المقدم للفوز بحقوق البث اقتصر على نقل مباريات دوري عبداللطيف جميل منفرداً. وكانت كراسة حقوق النقل التي سبق للاتحاد السعودي لكرة القدم إعداداها في وقت سابق تضمنت بنداً إجبارياً يلزم القناة الناقلة للدوري - التي لم تتحدد بعد - ببيع ملخصات الدوري للقنوات الراغبة، مع منح القناة الحاصلة على حقوق النقل حق تحديد قيمة الملخصات بحسب لوائح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه ل«الحياة»: «سيكون من حق القنوات الحاصلة على ملخصات دوري عبداللطيف جميل الحضور في أرض الملعب، وحجز مكان لها في المكس زون، إضافة إلى حضور المؤتمرات الصحافية، وعرض أهداف المباريات»، في حين رفض المصدر التعليق على وضع المنافسات الأخرى التي سيتم نقلها، إضافة إلى دوري جميل وفق الكراسة، إلا أنه رجّح أن تشمل حقوق النقل مسابقتي كأس الملك وولي العهد. وأجرت «الحياة» أمس اتصالات موسعة مع أطراف عدة أشارت إلى أن القنوات الرياضية السعودية أبدت استعداداً - في حال حصول قناة أخرى على حقوق نقل دوري عبداللطيف جميل - لنقل المنافسات المتبقية، من دون الدخول في التفاصيل التعاقدية، بما فيها الأمور المتعلقة بالعوائد المالية للنقل. ويبدو أن الحديث عن حقوق النقل التلفزيوني بات من الأمور الشائكة، إذ بدا جلياً رفض مسؤولين عدة التعليق أو التصريح، مفضلين الصمت أو الانتظار لحين صدور قرار رسمي، في حين علمت «الحياة» أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قام بخطوة استباقية تحضيرية، إذ بدأ فعلياً تجهيز نفسه من أجل تسويق دوري «ركاء» ومسابقة كأس الأمير فيصل، إضافة إلى دوري أندية الدرجة الثانية والدوري الممتاز للشباب والناشئين، في حال حصلت قناة غير القنوات الرياضية السعودية على حقوق نقل دوري جميل، في حين ستسير الأمور بالطريقة ذاتها التي سارت عليها في العقد السابق في حال فوز القنوات الرياضية السعودية بالحقوق. المشكلة الأكبر التي عطلت كثيراً صفقة الناقل التلفزيوني الجديد تمثلت في دوري ركاء، إذ يحرص الاتحاد السعودي لكرة القدم على ضمان ناقل لمنافساته خلال الموسم المقبل، وفيما كانت قيمة نقله في الموسم الماضي تقدر بمليون ونصف المليون ريال سنوياً بعد أن بثته القناة «السعودية الرياضية، يبدو من الصعب على القناة ذاتها تقديم العرض المادي ذاته في حال خسارتها لحقوق نقل الدوري، في المقابل ترفض غالبية القنوات التجارية إدخال المنافسات المختلفة على خط مفاوضات الدوري السعودي، مصرة على اقتصار العقد على دوري جميل.