واصل أهالي الضحايا اللبنانيين الذين قضوا في حادثة سقوط الطائرة الجزائرية، لقاءاتهم في بوركينا فاسو (غرب افريقيا) مع المسؤولين للاطلاع على آخر ما جرى التوصل إليه في شأن الكارثة وإمكان انتشال جثث أقاربهم. وعرض الأهالي هواجسهم المتعلقة باستلام الجثث ومعرفة حقيقة الحادث على رئيس الاركان الخاص لرئيس بوركينا فاسو الجنرال جيلبر ديانديريه في مطار واغادوغو إلا أن أحد المسؤولين العسكريين أكد أن انتشال الجثث سيكون صعباً جداً وربما مستحيلاً لأن الطائرة تفككت عندما تحطمت وتناثر حطامها على مساحة كبيرة. وكان الوفد اللبناني برئاسة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة تابع لقاءاته واتصالاته مع المسؤولين في باماكو للاطلاع على آخر معطيات الفريق المالي الذي يحقق تقنياً وقضائياً في مكان تحطم الطائرة. وبحث في امكانية مشاركة لبنان في اللجنة التي ستشكل للتحقيق في الحادثة. وينتقل اليوم خبير الحمض النووي اللبناني فؤاد أيوب إلى الموقع ليبدأ عمله مع الخبراء الآخرين وسينضم إليه عسكريون من الوفد. وكان الوفد اللبناني التقى وزير خارجية مالي عبدالله ديوب بعد وصوله إلى مطار باماكو ليل أول من أمس. ونقل ديوب خلال اللقاء «تعازي حكومة بلاده» للوفد اللبناني، مبدياً «استعداده لوضع كل الإمكانات في تصرف البعثة اللبنانية، لمساعدتها في تنفيذ مهمتها». وعلى أثر الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي أكد فيه «تعاون حكومة فرنسا مع الحكومة اللبنانية»، عقد جمعة، ورئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير والسفير اللبناني لدى السنغالومالي خليل الهبر اجتماعاً في منزل السفير الفرنسي في باماكو، أكدوا خلاله «استمرار التنسيق بين سفارة لبنان في فرنسا، وسفارة فرنسا لدى لبنان في هذا المجال». وطلبت الحكومة الفرنسية من لبنان «الموافقة على نقل أشلاء الضحايا اللبنانيين الى باريس، لإجراء فحوص الحمض النووي ومطابقتها مع العينات التي أخذت من ذوي الضحايا». وطلب الجانب اللبناني من الجهات الفرنسية «السماح لأيوب مواكبة عملية إجراء الفحوص ومطابقتها، للخروج بالنتيجة بأسرع وقت ممكن». وكانت السلطات الفرنسية، حددت في وقت سابق، بقعة البحث ب 360 ألف متر مربع، حيث ترفع الأشلاء وتنقل الى أماكن علمية متخصصة، إذ تتطلب الإجراءات التقنية بعض الوقت. وانتقل القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ساحل العاج أحمد سويدان الى موقع الحادث، وكان في طليعة المسؤولين الذين وصلوا إلى هناك، يرافقه عدد من عائلات الضحايا اللبنانيين، وهم: فايز ضاهر وشقيقه وطوني بلان، الذين بدأوا يواكبون عن كثب عمل خلية الأزمة والإجراءات المتبعة، ويعاينون الظروف التي يعمل فيها الخبراء الفرنسيون.