فيما يعيش الجنوب والمتن اللبنانيان فاجعتهما بمقتل 19 من أبنائهما في حادثة سقوط الطائرة الجزائرية، لا تزال الدموع وحدها تتكلم في منازل ذوي الضحايا بانتظار معرفة موعد عودة الجثامين، في وقت قالت وزارة الخارجية للأهالي في بيان، إنّ الصعوبات كبيرة، وإن الوصول إلى الضحايا وانتشال الجثث والتدقيق في الحمض النووي ستتطلّب وقتاً وجهداً من الفرق الفنية والطبية قد تستغرق أيّاماً، ما يستدعي الصبر. وفي السياق اتصل رئيس الحكومة تمام سلام بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند معزياً بالضحايا الفرنسيين وطلب منه المساعدة في التعرف الى جثث الضحايا اللبنانيين. وردّ هولاند مبدياً استعداد بلاده لتسهيل نقل الضحايا اللبنانيين. وأوضح ان ظهور نتائج فحوص الحمض النووي تمهيداً للتعرف على الجثث يحتاج الى بضعة أيام يبدأ بعدها إعداد الجثامين تمهيداً لنقلها الى وجهتها النهائية. واتصل سلام برئيس البرلمان نبيه بري للتنسيق وأعلنت الخارجية اللبنانية أن الإجراءات الأولية المفترض القيام بها تتضمّن المباشرة بنقل جثامين الضحايا من مكان سقوط الطائرة إلى المختبرين الميدانيين في غاو وباماكو لأخذ عينات من الحمض النووي DNA، على أن تتمّ مطابقتها مع العينات التي أخذت في بيروت وينقلها وفد شكلته وزارة الخارجية للانتقال إلى مالي ويضمّ مدير عام المغتربين هيثم جمعة، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، والطبيب الشرعي فؤاد أيوب، إضافةً إلى ضابطين من الأمن العام والجيش. ولفتت إلى أن «الفرق المختصّة باشرت قبل مغادرة الوفد من بيروت، أخذ عينات من الحمض النووي لأقارب الضحايا تمهيداً لمقارنتها مع الحمض النووي للجثامين في مالي». وأشارت إلى أن «الظروف الأمنية الصعبة التي تشهدها مالي لا تسمح للوزارة بأن تأخذ على عاتقها تنقّل الصحافيين داخل الأراضي المالية». وأوضحت أن «عمليات التدقيق يشرف عليها فريق فرنسي، ينضمّ إليه أيوب عن الوفد اللبناني. وأجرى وزير الخارجية جبران باسيل اتّصالاً بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس واستعرضا الإجراءات التي اتّخذتها كلّ من وزارتي الخارجية في بيروت وباريس بهذا الشأن. وتواصل باسيل هاتفياً مع نظيره المالي عبدالله ديوب وشكره على ما تقوم به دولته من إجراءات لتسهيل عمليات فرق الطوارئ التي انضمّ إليها منذ أول من أمس سفير لبنان في السنغال خليل الهبر. وتواصل أيضاً مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، وبحثا في ظروف الحادث، وأكّد لعمامرة استعداد شركة الطيران الجزائرية لتحمّل المسؤولية المترتبة عن هذه الفاجعة. واتصل باسيل بعائلات وأقارب الضحايا مقدّماً واجب العزاء.