أوفى مدرب فريق الشباب البلجيكي الداهية ميشيل برودوم (53 عاماً) بوعده الذي قطعه على نفسه بقيادة فريقه لحصد كأس الدوري السعودي أمام الأهلي في جدة بعد موقعة كروية كبيرة، واحتفل برودوم مع لاعبيه باللقب الغالي وارتسمت على محياه ملامح الفرح والسعادة، وقطف أبرز مدربي الموسم الحالي في السعودية ثمرة برامجه الإعدادية المثالية، وخططه الفنية وعمله الشاق طوال الأشهر الماضية، بعد أن تكللت جهوده بالنجاح على رغم المصاعب التي واجهها في مشواره مع الفريق، والأخطاء التحكيمية التي كادت أن تعصف بأحلامه وآماله وطموحاته في بعض النزالات الكروية من دوري زين السعودي. وأبدع برودوم في قيادته ل«الليوث» فقدم فريقاً مرعباً، ورسم منهجية تدريبية من أعلى طراز في اللقاءات الكروية، وأثبت قيمته كمدرب عالمي محنك، إذ أدار كتيبة «الليوث» بفكر مختلف، وتعامل مع مجريات المباريات بذكاء قلّما نجده في المنافسين، فبرز بقدرته على تغيير نهجه الفني واستبدال عناصره بنجاح وهزيمة منافسيه بالضربة القاضية من أقصر المسافات، ليتصدر فريقه سلّم الترتيب منذ الجولات الأولى، وظل يتشبث بها حتى نال الشرف الذي تنشده الجماهير الشبابية، وهو تحقيق اللقب الغالي كأس دوري زين السعودي بكل جدارة واستحقاق. ويحسب للإدارة الشبابية برئاسة خالد البلطان تعاقدها مع الداهية البلجيكي برودوم الذي أجاد في تطوير أداء المنظومة البيضاء. وبدأ برودوم مسيرته الكروية الناجحة في فريق ستاندر ليغ الذي لعب في ناشئيه قبل أن يشارك فريقه الأول عام 1977 ثم لعب في الفريق الأول لمدة طويلة، وانتقل برودوم بعدها إلى صفوف ميشلين في عام 1986 وكان من دعائم الفريق الأساسية حتى عام 1994 الذي رحل فيه إلى صفوف النادي الشهير عالمياً فريق بنفيكا البرتغالي، ولعب برودوم في صفوف المنتخب البلجيكي لمدة طويلة أيضاً، فبدأ مسيرته مع منتخب بلاده في عام 1978، وتحديداً في مباراة النمسا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية، كما شارك مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم 1990 في إيطاليا، إضافة إلى 1994 في الولاياتالمتحدة الأميركية قبل أن يعتزل اللعب نهائياً عام 1999. ويملك برودوم سجلاً مميزاً في عالم التدريب، ففي موسم 2007-2008، قاد ستاندر ليغ البلجيكي إلى لقب الدوري للمرة الأولى منذ 25 عاماً، وأصبح أول من يتوج معه لاعباً ومدرباً، ثم انتقل بعدها إلى جنت البلجيكي لموسمين وفاز معه بكأس بلجيكا 2010، وفي بداية الموسم المنصرم، تسلم الإشراف الفني على توينتي انشكيده الهولندي فأحرز معه الكأس السوبر (2010)، ومسابقة الكأس (2011)، وحل ثانياً خلف أياكس أمستردام في الدوري، كما شارك معه في الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا، ونال برودوم لقب أفضل حارس في أوروبا عام 1994، بعد تألقه اللافت مع فريق بنفيكا البرتغالي، كما كان من أبرز حراس مونديال 1994 بشهادة الاتحاد الدولي «فيفا». وحاز برودوم قبل أسابيع قليلة على لقب مدرب العام في بلاده لهذا الموسم، ولم يأتِ اللقب الشخصي الكبير بجديد على سجل الداهية الذي اختير قبل أشهر في قائمة أفضل 25 مدرباً على مستوى العالم من قبل «فيفا»، وحل في المركز ال14 من بين قائمة أساطير التدريب في العالم.