لم يكن غريباً أن يحصل مدرب فريق الشباب البلجيكي ميشيل برودوم (53 عاماً) على لقب مدرب العام في بلاده، كأفضل مدرب بلجيكي لهذا الموسم، إذ لم يأتِ اللقب بجديد لسجل المدرب الداهية الذي اختير قبل أشهر ضمن أفضل 25 مدرباً على مستوى العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إذ حل في المركز ال14 في قائمة مدربي العالم، فبرودوم تعود على تسجيل النجاحات اللافتة منذ أن كان حارساً لا يشق له غبار في الدوري البلجيكي، إذ واصل مسيرته الناجحة في مشواره الرياضي عبر محطات تدريبية عدة في بلاده وخارجها، حتى بات اسمه لامعاً في سماء كرة القدم العالمية، وقد يكون الشباب السعودي محظوظاً بوجود هذه النوعية الفذة من المدربين العالميين الأكفاء للإشراف على فريقها الكروي، ولكن بالتأكيد أن الدوري السعودي هو من أكثر الرابحين بوجود برودوم الذي رفع من أسهم الكرة السعودية في ساحة الشهرة العالمية. وتم اختيار المدرب البارع، ميشيل برودوم المولود في ال24 من كانون الثاني (يناير) عام 1959 من بين 68 مدرباً بلجيكياً بحسب التصويت الذي أجرته جمعية المدربين البلجيكيين، ونشرت نتائجه على موقعها الرسمي، إذ نال برودوم غالبية الأصوات متفوقاً على مدرب نادي أندرلخت البلجيكي فرانك فيركاينزين، ليحصد اللقب الشخصي الغالي، ويزداد فرحاً في خضم الأفراح المتوالية له مع «شيخ الأندية السعودية»، بعدما نجح في قيادته لتصدر دوري زين السعودي بكل جدارة واستحقاق بعد سلسلة الانتصارات الرائعة في الجولات الماضية. وبدأ المدرب برودوم مسيرته الكروية الناجحة في فريق ستاندر دي لياغ، الذي كان من ناشئيه ولعب للفريق الأساسي له عام 1977، ثم لعب في الفريق الأول لمدة طويلة، بعد ذلك انتقل برودوم إلى صفوف فريق ميشلين في عام 1986، وكان من دعائم الفريق الأساسية حتى عام 1994 الذي رحل فيه إلى صفوف فريق بنفيكا البرتغالي، إذ لعب في صفوف المنتخب البلجيكي لمدة طويلة أيضاً، فبدأ مسيرته مع منتخب بلاده في عام 1978، وتحديداً في مباراة النمسا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية، كما شارك مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم 1990 في إيطاليا إضافة إلى 1994 في اميركا قبل أن يعتزل اللعب نهائياً عام 1999، ويملك برودوم سجلاً مميزاً في عالم التدريب، ففي موسم 2007-2008 قاد ستاندار ليغ البلجيكي إلى لقب الدوري للمرة الأولى منذ 25 عاماً، وأصبح أول من يتوج معه لاعباً ومدرباً، ثم انتقل بعدها إلى جنت البلجيكي لموسمين وفاز معه بكأس بلجيكا 2010، وفي بداية الموسم المنصرم، تسلم الإشراف الفني على توينتي انشكيده الهولندي فأحرز معه الكأس السوبر (2010)، ومسابقة الكأس (2011)، وحل ثانياً خلف أياكس أمستردام في الدوري، كما شارك معه في الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا، ونال برودوم لقب أفضل حارس في أوروبا عام 1994، بعد تألقه اللافت مع فريق بنفيكا البرتغالي، كما كان من أبرز وأميز الحراس في مونديال كأس العالم 1994 بشهادة الاتحاد الدولي، على رغم تلقي شباكه أحد أفضل الاهداف في «مونديال اميركا» من قدم لاعب المنتخب السعودي السابق سعيد العويران.