طهران، بروكسيل – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت إيران أمس، استعدادها لتسوية «سريعة وسهلة لكلّ المشاكل» في ملفها النووي، خلال جولة المحادثات الجديدة في بغداد الشهر المقبل، كما لمّحت الى مرونة محتملة في مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وجددت دعوتها الى رفع العقوبات المفروضة عليها، في إطار «بناء الثقة». لكن الدنمارك التي تتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، استبعدت رفع العقوبات، معتبرة أن الايرانيين «أبطال العالم في إجراء مفاوضات طويلة جداً لا تؤدي الى شيء». ونقلت وكالة أنباء الطلاب الإيرانية (إيسنا) عن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي قوله: «إذا كان الغرب يريد تدابير لبناء الثقة، يجب أن يبدأ في مجال العقوبات، إذ أن ذلك يمكن أن يسرّع عملية المفاوضات لتحقق نتائج». وأضاف: «إذا وُجدت نيات حسنة، يمكن أن نعبر هذه العملية في سهولة، ونحن مستعدون لتسوية كلّ المشاكل سريعاً وفي سهولة، وحتى في اجتماع بغداد». وشدد على أن «التخصيب حقّ لإيران، لكننا يمكننا التفاوض في شأن كيفية حصولنا على يورانيوم مخصب بدرجات عدة»، مضيفاً: «من حقنا صنع وقود (نووي مخصب) بنسبة 20 في المئة، طالما يوفر ما تحتاجه مفاعلاتنا، ولا سجال في هذا الشأن». لكنه استدرك، في إشارة الى الغربيين: «إذا ضمنوا أنهم سيزوّدوننا الوقود المخصب بدرجات عدة الذي نحتاجه، ستكون تلك مسألة أخرى». وقال صالحي لشبكة «جام جم» الايرانية ان جانبي اللقاء في اسطنبول «توصلا الى نقطة مشتركة» لم يحددها، معتبراً أن الدول الست «أدركت انه لا يمكنها ان تتجاهل ان ايران تحكّمت في التخصيب، وانها لن تتخلى عن هذا الحق». وأضاف مستدركاً: «لكن بين اليورانيوم الطبيعي والتخصيب بنسبة مئة في المئة، هناك فارق كبير يترك مجالاً للنقاش». وزاد: «اذا اتخذ الغرب تدابير لتسوية الملف النووي (الايراني)، وكانت نتائج المفاوضات مثمرة وتؤدي الى بناء ثقة، ستتخذ ايران خطوات كبيرة لتسوية الملف». لكن وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوندال اعتبر أن «من الخطر الشديد إيجاد وضع نقول للايرانيين من خلاله إننا قد نرفع جزءاً من العقوبات». واضاف في اشارة الى الايرانيين: «إنهم أبطال العالم في إجراء مفاوضات طويلة جداً، لا تؤدي الى شيء». وفي باريس، قال مصدر فرنسي مطلع على المحادثات مع إيران: «علينا ألا نتوقّع أن تكون جولة بغداد أكاليل من ورود، كون محادثات اسطنبول لم تكن سلبية». وأضاف: «محادثات اسطنبول لم تأتِ بأي جديد بالنسبة الى الملف النووي الايراني، ولكنها لم تكن سلبية لأن ايران لم تستخدم آلية التعطيل التقليدية، أي اشتراطها رفع العقوبات واعترافاً بحقها في التخصيب لأغراض سلمية». ولفت الى أن طهران أصرّت على هذين الشرطين، خلال المحادثات الفاشلة في اسطنبول في كانون الثاني (يناير) 2011. ونبّه المصدر الى أن «أبرز الصعوبات ما زالت موجودة، أي التوصل الى المسار الصحيح لتنفيذ ايران واجباتها الدولية»، مشيراً الى توافق على عقد الجولة المقبلة في بغداد، «على رغم أنها عاصمة غير محايدة، على أمل عقد الجولات المقبلة في عاصمة محايدة».