بعد غياب أكثر من 20 عاماً عن منابر الشعر، عاد الشاعر أحمد الصالح الشهير ب«مسافر»، لإلقاء قصائده من منبر بيت الشعر بالنادي الأدبي بالرياض. ففي ليلة أحمد الصالح التي نظمها النادي مساء (السبت)، عاد مسافر وعادت معه الليالي الكبيرة، إذ غص النادي بحضور كبير نوعاً وعدداً لم تعهده قاعة النادي الكبرى منذ مدة ليست بالقليلة. حضور أكبره رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي في كلمته الترحيبية، قبل أن يترك منبر بيت الشعر للصالح وحده، ويشنف بدوره أسماع الحضور من الجنسين بقصائد عذاب، بدأها أولاً بقصيدة «أكثر من عراق» التي نالت تصفيقاً حاداً، حلق بعدها بالحضور بقصيدة «نعم الصلات»، وتفيأ بهم عند قصيدة «السدرة» ثم اشتم معهم «عبق العرار»، وتابع في رومانسيته بقصيدة «لا زلتِ والرحيق» و«طيف». في الليلة تحدث عدد من الجمع الكبير عن أحمد الصالح الشاعر والإنسان، بعد أن مهروا بتوقيعاتهم في لوحة كبيرة حملت صورته، أهديت للشاعر آخر الأمسية، ووقع بدوره نسخاً من ديوانه «الأرض تجمع أشلاءها»، الذي طبعه النادي أخيراً. فقال الدكتور إبراهيم التركي، إن الكبير «لا يمكن أن يختصر، فمسافر شاعر وإنسان، والشاعر فيه أيقظ بي ما ليس شعراً» قبل أن يلقي أبياتاً نظمها فيه. وشارك عضو مجلس النادي بندر الصالح، بكلمة قال فيها: «إن ليلة كهذه لا يمكن أن تفيك، فأنت التسامح والتواضع والبساطة». وتحدث الشاعر عبدالله الزيد عن عدد من محطات الشاعر، أكد فيها أن جيل الثمانينات في السعودية تتلمذ على يديه، كما تتلمذ شعراء العالم العربي في العراق على السياب، وفي سورية على أبو ريشه ونزار. وقال الملحق الثقافي السعودي في قطر عبدالرحمن السماعيل، إن أهم ما يميز مسافر - إضافة إلى جانبه الفني والشعري - جانبه الإنساني اللافت. وفي ليلة الاحتفاء التي أدارتها رئيسة «بيت الشعر» عضو مجلس إدارة النادي الشاعرة هدى الدغفق، شارك الشيخ محمد الصالح بكلمة ضافية جابت مناقب الشاعر الكبير. وحكى الباحث محمد القشعمي بعضاً من مشاركات مسافر الخارجية وكشف عن بعض المواقف، فيما لفت عضو مجلس الشورى حمد القاضي، إلى أن الشاعر أحمد الصالح هو بقية من بقايا السلف الصالح، فيما وصفه عبدالله الناصر بالعباس بن الأحنف الجديد، وقال عنه إنه رجل لا ينحني واصفاً إياه بأنه قصيدة تمشي على قدميها.