عاد الشاعر محمد جبر الحربي، بعد غياب طويل امتد إلى ربع قرن، إلى نادي الرياض الأدبي، ليشارك في أمسية شعرية مع الشاعر حسن السبع بمناسبة اليوم العالمي للشعر، نظمها «بيت الشعر» في نادي الرياض الأدبي مساء السبت الماضي. واستعاد «أدبي الرياض» الشاعر الكبير محمد الثبيتي، الذي يرقد مريضاً في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة منذ عشرة أيام، من خلال شهادة قدّمت عنه حاول فيها رئيس النادي الدكتور سعد البازعي، بحسب تعبيره، استعادة تجربة «سيد البيد»، وعرض لتجربته الشعرية، واصفاً إياها ب«الكبيرة والمميزة». في الأمسية، التي افتتحها الحربي بقراءة الفاتحة دعاء للثبيتي، ثم قرأ قصائد جديدة أولها قصيدة ذاتية منها «أنا الرائع...الرائع»، ووجّه أخرى إلى من سماهم «أئمة غير أئمتنا الصادقين» وثالثة مزج فيها شمال وجنوب المملكة بالحب والهوى وقال: «جنوب هو الحب... وأما الهوى فشمال» ونالت استحسان الحضور. وفي جولة أخرى قرأ قصيدة «حديث الهدهد» في مقاربة بين هدهد قتله وهو طفل صغير، وهدهد آخر رآه أخيراً، وختم بقصيدة غزلية عنوانها «ملاذ»، وأخرى صوفية عنوانها «ساعتان اثنتان فقط». فيما قدّم الشاعر حسن السبع قصائده عن المرأة الأسطورة «شهر زاد» وقصيدة «احتمالات البكاء» وفيها قال: إن إلكسندر لما سئل لماذا يبكي دوماً أجاب: «لأن لدي دموعاً كثيرة». وفي الجولة الثانية قرأ مقاطع لافتة «من تباريح سوق العطش»، وفيها استعاد بغداد وسوق الري، كما قدّم صوراً شعرية لشاعر واحد في مقاطع قصيرة نالت تصفيقاً كبيراً، وفيها تكلّم عن بشار بن برد ودعبل الخزاعي وأبودلامة والعباس بن الأحنف وأبو الشمقمق وأبوالعلاء، إضافة إلى قصائد «نيرفانا» و«اللبن الرائب» و«الزهور تبحث عن آنية»، وهي عن الروائي الراحل عبدالعزيز مشري. وفي معرض رده على قوة صوره الشعرية، اعترف السبع بأنه لما لم يجد تشجيعاً في الرسم والتشكيل، آثر أن يحوّل ذلك للشعر والكلمات، كما أشار إلى دور نزار قباني في إيجاد الحس الشعري لدى شعراء جيله. وعلى هامش الأمسية وقّع الشعراء عبدالله الزيد وفاطمة القرني وصالح بوقري دواوينهم، التي أصدرها النادي أخيراً.