الجزائر - أ ف ب - بدأ رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أمس زيارة رسمية للجزائر تستمر يومين بدعوة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بعد التوتر الذي شاب لفترة طويلة العلاقات بين البلدين الجارين. وأوضح بيان للرئاسة الجزائرية أن الزيارة «تدخل في إطار تعزيز سنن التشاور والتعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها وتدعيمها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين». وأضاف أنها «ستكون مناسبة للتشاور في شأن التطورات التي تشهدها المنطقة على ضوء الأحداث الأخيرة وما تفرضه من تحديات، كما ستسمح للطرفين بتبادل الرؤى ووجهات النظر في شأن مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أعلن في كانون الاول (ديسمبر) الماضي في باريس أنه يتوقع قيام عبدالجليل بزيارة إلى الجزائر «قريباً جداً، ربما قبل نهاية العام» الماضي. وساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمتمردين الليبيين السابقين منذ اندلاع الثورة الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، إذ تأخرت الجزائر في الاعتراف بالمجلس الانتقالي حتى 22 ايلول (سبتمبر) الماضي، وقبلها كانت ضد تدخل الحلف الاطلسي في الازمة الليبية، كما اتهمها المجلس الانتقالي بدعم القذافي وإرسال مرتزقة للقتال إلى جانبه. ووفرت الجزائر الملاذ لعائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق التي دعت منها إلى «الثورة على الحكم الجديد» في طرابلس، كما لجأ إلى الجزائر كل من محمد وهنيبعل القذافي وزوجة القذافي صفية وعدد من أفراد أسرته، خصوصاً الأطفال. ورد رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى بعد شهور على تلك الاتهامات بالقول: «كان ممكناً أن نقع في فخ الغوغاء، يشتمك من هنا فترد من هناك، إلا أن الجار يبقى جاراً واليوم رجعت الأمور في ليبيا إلى مستوى معين من الاستقرار والعلاقات اليوم مع اشقائنا الليبيين بدأت تتحسن». وعادت العلاقات إلى طبيعتها تدريجياً عقب مقتل القذافي في 20 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، من خلال تصريح الخارجية الجزائرية في اليوم التالي الذي جاء فيه: «نأمل بأن يبدأ عهد جديد لليبيا يكرس المصالحة والوفاق بين الأشقاء الليبيين، ويسمح بتحقيق كامل لتطلعاتهم المشروعة إلى الديموقراطية ودولة القانون والازدهار». والتقى بوتفليقة وعبدالجليل مرتين في حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في الدوحة. وتبع ذلك رسالة بعث بها الرئيس الجزائري إلى رئيس المجلس الانتقالي الليبي لمناسبة ذكرى استقلال ليبيا في 26 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وكانت أول زيارة رسمية لمسؤول ليبي منذ سقوط القذافي الى الجزائر تلك التي قام بها وزير الداخلية فوزي عبد العال في آذار (مارس) الماضي ونتج منها اقتراح جزائري بإنشاء لجنة حدودية مشتركة «لمراقبة وتأمين الحدود المشتركة من كل اختراق». ومن الجانب الجزائري، شارك وزير الداخلية دحو ولد قابلية في أعمال الندوة الوزارية الإقليمية لأمن الحدود التي جمعت الجزائر وليبيا والنيجر والتشاد والمغرب وتونس والسودان ومصر وشارك فيها كل من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كمراقبين. كما زار وزير الخارجية الجزائريطرابلس وأعلن أن الجزائر مستعدة لمساعدة ليبيا على تشكيل جيش وشرطة، بعدما التقى نظيره الليبي عاشور بن خيال.