أبدى محافظ بيشة محمد المتحمي خيبة أمله من أداء جهات حكومية خدمية، خصوصاً بعدما كشفت الأمطار التي هطلت على المحافظة أخيراً سوء تصريف المياه، إذ ارتفع منسوبها في بعض المخططات، وعزلت بعض القرى إثر غمر السيول الطرق المحيطة بها. واستغرب المتحمي خلال لقائه عدداً من مسؤولي الإدارات الحكومية في المحافظة بحضور وسائل إعلام مساء أول من أمس، انهيار طرق ومشاريع صرف صحي بشكل مفاجئ عقب هطول الأمطار، مطالباً المسؤولين بطرح أوراقهم أمام الإعلاميين وشرح مبرراتهم بشأنها. وتابع: «يجب أن يتحمل كل مسؤول حكومي المسؤولية تجاه ما يحدث في المحافظة.. أين الجهات والمؤسسات الخدمية من مراقبة تنفيذ المشاريع في الطرق والأحياء، وكيف يتم اعتماد مخططات من دون وجود أي تصريف للسيول، وهل يريد المسؤولون في المحافظة أن يحدث لنا ما حدث في جدة؟»، لافتاً إلى أن 408 أسر عاشت أكثر من أسبوع في مركز ترج منقطعة عن الحياة والكهرباء بسبب السيول. وأكد محافظ بيشة ل«الحياة» أن عدداً من المؤسسات الحكومية لا تتعاون في منع «الإحداثات». وقال: «للأسف إن هناك مسؤولين وأعياناً من رجال المحافظة مخالفون للقانون ويسعون إلى دعم مثل هذا الفساد الذي لا يرضاه الله ولا ولاة أمر هذه البلاد». وأشار إلى أن لجنة ستشكل من إمارة منطقة عسير لمتابعة كل القضايا المتعلقة بالفساد ورفعها في ملف متكامل بالصور والإثباتات. واتهم مدير فرع وزارة النقل في محافظة بيشة علي المعاوي مجلس المحافظة بتأخير طلبات رفعت منذ أكثر من 30 عاماً لإنشاء جسور. وقال: «تم اعتماد ثلاثة جسور في ترج وصمخ ونسعى إلى اعتماد بقية الجسور منذ أن تجسدت المشكلة بشكل كبير في موسم الأمطار العام الماضي، وقبل أيام عزلت 408 أسر في قرى مركز ترج لأكثر من أسبوع من دون وجود أي وسيلة تنقلهم لقضاء حاجاتهم وهو ما أجبر رجال الدفاع المدني على نقل المؤن والغذاء لهم». واستهجن عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل عمرو تأخير مشاريع مطلوبة منذ 30 عاماً، محملاً وزارة النقل المسؤولية، لأنها يجب أن تعي الأولويات بعد تجربتين قاسيتين مع السيول والأمطار خلال عامين متتاليين على حد قوله. وطالب محافظ بيشة مدير فرع وزارة النقل في المحافظة برفع تقرير متكامل حول تلك المشاريع المتأخرة لعرضها على أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن «أمير عسير» وجه برفع كل التقارير المتعلقة بما يحدث في المحافظة من تقصير في أداء بعض الأجهزة الحكومية. وحول غرق بعض المخططات الحديثة جنوب مدينة بيشة بالمياه إثر جريان السيول قبل أيام، حمّل المتحمي بلدية محافظة بيشة مسؤولية توزيع المخططات من دون النظر إلى التخطيط الفعلي لها، خصوصاً أن عدداً من الأودية والشعاب تمر فيها وقد تؤثر بشكل مباشر في الخطط التنموية في المحافظة، لافتاً إلى أن حي المطار يعيش أسوأ حالاته في ظل مطالبات بتطوير الحي ومتابعة الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحي. وأكد أن الشركات التي تورطت في تنفيذ المشاريع سيتم الإعلان عنها. وأكد مدير الدفاع المدني في منطقة عسير اللواء عبدالواحد الثبيتي، أن رجال الدفاع المدني بذلوا جهوداً كبيرة في تخفيف الخسائر في الأرواح بالتعاون مع فرع المياه وذلك باستخدام صافرات الإنذار على جنبات الوادي. وأضاف أن «الدفاع المدني» وجّه ملاحظات عقب أمطار وسيول العام الماضي لكن لم تتم معالجتها: «أستغرب أن هناك إحداثات داخل الأودية، وصكوكاً وحجج استحكام على رغم التعاميم التي تشير إلى منع ذلك نهائياً»، مطالباً بمحاسبة بعض الشركات والمؤسسات التي تحدث حفراً يصل عمقها إلى 20 متراً داخل وادي بيشة، ما قد يتسبب في حدوث كوارث ومستنقعات جالبة للأمراض. وتطرق الثبيتي إلى أن كمية المياه التي جرت مع وادي بيشة، وصل ارتفاعها إلى 3 أمتار تقريباً، ومساحة انتشار المياه وصل إلى كيلو مترين، وهو ما ينذر بخطر وادي بيشة، مضيفاً أن ارتفاع المياه في سد الملك فهد بلغ 22 متراً وسيستمر في الزيادة.