باريس - أ ف ب – قبل 13 يوماً من اقتراع الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، عاد الرئيس نيكولا ساركوزي بقوة الى السباق مستفيداً من الصدمة الوطنية التي نتجت من قتل «الجهادي» الجزائري الأصل محمد مراح سبعة اشخاص بالرصاص جنوب البلاد، ومن حملة فاعلة وجريئة لحظة تبنيه خطاباً متشدداً حيال الهجرة قرّبه من رأي مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، على صعيد وجود «عدد مفرط» من الاجانب في فرنسا. وبعد خمس سنوات في الرئاسة، يراهن الرئيس المنتهية ولايته على تجميع معسكره، اي اليمين، وتعويض تأخره عن المرشح الاشتراكي فرانسو هولاند في استطلاعات الجولة الثانية ليقدم نفسه، بخلاف كل التوقعات، «مرشحاً للشعب في مواجهة النخب». وعبّر ساركوزي بأسلوب استفزازي عن ثقته بالفوز. وقال لصحيفة «لوموند»: «سأفوز لأن الواضح ان هولاند فاشل»، علماً ان المرشح الاشتراكي الدمث والذي يؤمن بالتوافق اكد انه لن ينزل الى هذا المستوى، ويرد على هذا النوع من الهجمات. وتشير كل الاستطلاعات الى ان رئاسة خامس قوة في العالم ستعود الى احد هذين الرجلين، باعتبار ان اياً من المرشحين الثمانية الآخرين ليس قادراً على بلوغ الجولة الثانية من الاقتراع المقررة في السادس من ايار (مايو). وهي ترجح تقدم ساركوزي على هولاند بفارق 4 نقاط في الجولة الأولى (30 في مقابل 26 في المئة)، ثم حسم هولاند الجولة الثانية بنسبة اصوات تتراوح بين 53 و55 في المئة. ويتابع هولاند الذي يصف نفسه بأنه «عادي» مسيرته من دون مفاجآت، علماً انه لم يظهر إلا بعد استبعاد دومينيك ستروس - كان المدير السابق لصندوق النقد الدولي بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على خادمة غينية في فندق في نيويورك. اما ساركوزي فيرى ان التعبئة للانتخابات «ستتكثف». وتأثر هولاند في الاسابيع الاخيرة بالاختراق الذي حققه جان لوك ميلانشون خلال الحملة، وجذب حشوداً كبيرة كشفت وجود ناخبين لا ترضيهم الواقعية السياسية للاشتراكيين، علماً ان استطلاعات ترجح نيله نسبة 15 في المئة من الاصوات. وتبنى هولاند الذي يقول انه مرشح «يسار جدي لا يخيب الآمال» اهداف خفض العجز العام التي طرحها اليمين. ويقول إن «العجز سيكون صفراً في 2017، بينما يتحدث الرئيس المنتهية ولايته عن حصول ذلك عام 2016». ويشدد الاشتراكي على العائدات الضريبية الجديدة التي سيجرى تحصيلها من الاكثر ثراءً، فيما يصرّ اليمين على مواصلة الاقتطاعات في النفقات العامة في اوروبا الغارقة في الديون. ويطغى ظهور ميلانشون وخطاب ساركوزي المعادي للهجرة ايضاً على مارين لوبن التي لن تكرر على ما يبدو تأهل والدها جان ماري الى الجولة الثانية عام 2002. وفي الوسط تسود الخيبة. فعلى رغم شعبيته، يمكن ألا يتجاوز فرنسوا بايرو الذي حل ثالثاً عام 2007 بنسبة 18,6 في المئة من الاصوات، المرتبة الخامسة في الاقتراع.