انتهى خبراء تربويون عرب وأوربيون من إعداد وثيقة إرشادية أصدرتها منظمة «إيسيسكو» لمؤلفي الكتب الدراسية لمادة التاريخ من أجل تصحيح صورة الآخر في هذه المناهج في أوروبا والعالم العربي الإسلامي، خصوصاً في دول منطقة البحر الأبيض المتوسط. وعلمت «الحياة» أن هذه الوثيقة أعدت بالاشتراك بين الإيسيسكو، ومنظمة اليونيسكو، وجامعة الدول العربية، والمعهد السويدي في الإسكندرية، ومؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات، وبالتعاون مع معهد جورج إيكيرت لأبحاث الكتب المدرسية الدولية، فيما تأتي هذه الوثيقة في دليل صدر ضمن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) باللغتين العربية والإنكليزية. من جهته، قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري: «من الضروري أن نبيّن حقائق الإسلام للناس، خصوصاً هنا في أوروبا، التي تنتشر فيها أفكار ومعلومات غير صحيحة ومشوهة عن الإسلام دين الوسطية والاعتدال والتسامح، في هذا الوقت الذي تتصاعد فيه موجات الكراهية والعداوة والإساءة إلى الإسلام والنيل من عقائده ورموزه والازدراء به». وأكد في كلمة ألقاها في ندوة ثقافية حول «الإسلام دين الوسطية.. نموذج تجربة تكوين الأئمة والباحثين في شؤون الإسلام» في جامعة ستراسبورغ الفرنسية أخيراً، أن هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها العالم تتضاعف فيها مسؤولية الذين يتصدون لنشر ثقافة العدل والسلام والتسامح والإخاء الإنساني، ويسعون في الأرض لإشاعة قيم الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، «فهؤلاء هم الطليعة الخيّرة التي تعمل من أجل تجديد بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة، والإسهام في صناعة المستقبل الآمن المستقر للبشرية». وأشار إلى أن للإيسيسكو في هذا المجال دوراً تنهض به ورسالة تؤديها وواجباً تقوم به للتعريف برؤية الحضارة الإسلامية، ولتوضيح حقائق الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ولدحض الأباطيل التي تروج عنه بالمنهج العلمي، ولتعزيز جهود المجتمع الدولي في هذه المجالات الحيوية. ولفت إلى أن الإيسيسكو تعمل من هذا المنطلق الإيماني على إشاعة ثقافة الوسطية والاعتدال، من خلال تدريس التربية الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة العربية، وتطوير المنظومة التربوية في الدول الأعضاء.