العالم يتكلم عن خوفه من ظاهرة الاحتباس الحراري. لذيذ يا رايق يا عالم يا متحضر. حظهم! تظنني أحسدهم؟ لا، أأغار؟ نعم أغار. ألم أعترف لكم مرة أني أغار منهم، إلى درجة اعتباري كلامهم عن هذا الاحتباس رفاهية لم يصل إليها عقلي وإدراكي ووجداني بعد. عقلي مشغول بما يرونه هم صغائر الأمور، وخوفي ينصب على احتباس أحلامي والأمنيات، على احتباس هذا القلق الموروث في داخلي والذي يلازمني ليل نهار. لست في حاجة بعد إلى عالم جيولوجي وفلكي بقدر حاجتي إلى عالم سيكولوجي يحللني ويساعدني، كي أجد استقراري النفسي والاجتماعي، يحللني قبل تحليل طبقات الجو والأرض وتأثير الكواكب فينا، وكيف يؤثر ذلك في تصرفات الناس تجاه بعضهم سلباً ونادراً إيجاباً. لا وأنقهر عندما يقولون مثلاً إن زحل سيقترب من الأرض، ما يغذي الناس بمشاعر عدوانية، يا أخي من دون زحل والمشتري نحن العرب نازلين خناق ببعضنا، حتى لو مر يوم وما سمعت بمشكلة أو خناقة لا يعتبر ذلك من التاريخ العربي!. تزداد نسبة القهر لما يعالجون مشكلات انبعاث الغازات، وآه لو يذوقون مر انبعاث العصبيات الطائفية والقبلية والإثنية وغيرها. فهل من يعقل بيننا ويتدبر ويتبصر، لا أن يبصر ويبرج كل رأس سنة، ويفكر لنا في دراسة عائلية أو اجتماعية أو سيكولوجيا تنطبق علينا وتتناول فهم وتحليل الأسرة الواحدة وسكان المبنى الواحد والحي الواحد؟ طبعاً هذا الغرب الذي منه أغار لا بد أنه فكر وتدبر أموره، ثم التفت إلى مثل هذه القضايا الضخمة والكلام الكبير عن الطاقة البديلة والطاقة الحيوية والغازات الدفينة والظواهر المتوقعة. فيا أخي الغربي مهلاً علي، أنا لا أتوقع شيئاً وما عندي عارفين في الأمور كي يتحضروا لتوقعاتك حتى يقاوموه، أنا عندي من يقاومني ويقاوم طموحي وتطلعاتي، ويلا أخلص معه! فحبة حبة علي قبل أن أشاركك همومك، اللي عندي يكفيني ويفيض. وما زلت أبحث عمن يساعدني، لأهزم جيوش القلق والخوف من المجهول، لأفهم نفسي بنفسي، بدواخلي وأبعادي، بأحوالي النفسية المعقدة، بسلوكي المضطرب، برغباتي المحطمة، بكسلي، بطمعي، بأزماتي وانكساراتي ودمعاتي، بضغوطي وتوتراتي. أنّى لي إذاً أن أشاركك الهموم بما توصلت إليه أنت، وأنا مرفوع عني قلم العلم والنور؟ أنا لدي قصور معرفي وعلمي، وعقلي مسكون بالتكييف الناجح والناجع والحامي لكل المتغيرات من حولي، للحفاظ على ذاتي وتوفير اللقمة والاحتماء والحياة الآمنة لمواجهة الأخطار من هذه التيارات المجنونة من حولي، قبل دراسة التيارات الهوائية والمائية والجوية المشغول بها أنت. انشغل وحدك ودعني أرجوك أنا واحتباساتي! [email protected]