ظل أبناء محافظة بيشة ومراكزها ومحافظة تثليث ومراكزها، مستبشرين طوال الأيام الماضية، بعودة الأمطار لمحافظاتهم التي شهدت جفافاً أضر بمحاصيلهم طوال 15 عاماً مضت، إذ أصبح المزارعون متفائلون كثيراً بأن مدينتهم «بيشة» ستعود إلى سابق عهدها كما عرف عنها، مدينة الخضرة والنخل. وعلى رغم جفاف بعض السدود التي تعد المصدر الأول للمياه في المحافظة وتوقف الأودية، ازدادت دعوات المواطنين إلى أن تقوم المؤسسات الحكومية بدورها في العمل على إنقاذ مدينتهم من الجفاف ومن ثمّ توقف أنشطتهم الزراعية. واتفق عدد من المواطنين والمجلس المحلي والإمارة بأهمية العمل على إيجاد مصادر للمياه في أسرع وقت ممكن كي ينجوا من الجفاف الذي أصبح يضرب أطناب القرى والمراكز التابعة لها، وتسبب «الجفاف» في موت مئات من «النخيل» التي كانت تنتج الملايين من أطنان التمور في التسعينات والثمانينات، لكن عاصفة الجفاف التي هبت على مدينتهم ألقت بظلالها على اقتصادهم اليومي. وأصبح كثير من أهالي «بيشة» اليوم متفائلين بتوافر الأمطار التي شهدتها المحافظة على مدى الأسبوعين الماضيين، معتبرين ذلك بوادر أمل في عودة الحياة لنشاطهم الزراعي، ومتطلعين في الوقت نفسه بسرعة تنفيذ مشروع «الوحيد»، الذي يهدف إلى إيصال المياه من الربع الخالي إلى المدينة وتوفير مياه السد للري الزراعي، كما دعا عدد من المزارعين إلى ضرورة إقامة جمعية تعنى بشؤون المزارعين في المحافظة ودعمها للحفاظ على إرثها الزراعي. وقال المواطن عبدالله الشهراني ل«الحياة»: «إن محافظة بيشة شهدت جفافاً طوال الأعوام الماضية قضى على واحة غناء لطالما عانقت الأحساءوالمدينةالمنورة والقصيم بمحاصيد نخيلها وتنوع ثمارها لكنها اليوم تعيش أسوء حالاتها، ونحن متفائلون أن تكون أمطار الربيع الأخيرة قادرة على إعادة نسبة قليلة من تلك المياه إلى جوف أرضها لإعادة زراعتها»، مطالباً باستغلال تلك المياه والسيول والسدود في الري الزراعي وتخزينها وبقاء سد بيشة خاصاً بالري الزراعي. وقال محافظ بيشة محمد المتحمي ل«الحياة»: «أرى الأمل أصبح كبيراً لعودة بيشةالمدينة إلى عهدها السابق، خصوصاً مع هطول هذه الأمطار، التي ستسهم في الحفاظ على مقدراتها وعودة إرثها الزراعي.. قريباً»، معتبراً أن محافظة بيشة تعد من أهم المناطق الزراعية في المنطقة الجنوبية».