كشف بعض أصحاب الدبابات والخيول الذين استطاعت «الحياة» الحديث معهم، عن ازدياد مطاردة الجهات الأمنية لهم في الكورنيشين الشمالي والجنوبي وأبحر الشمالية في الآونة الأخيرة، ما أجبرهم على سلوك شوارع وطرق وصفوها بالبديلة من أجل التخفي عن أعين الدوريات الأمنية، معترفين أن الدخل لا يعد مغرياً، ولكن ليس أمامهم عمل آخر لهذا مستمرون في أدائه. وأكد المخالفون الذين لم يكشفوا عن هوياتهم، أنهم باتوا يرفضون التوجه إلى الكورنيش أخيراً، ومحاولة البحث عن مواقع أخرى في الحدائق والمتنزهات خارج النطاق العمراني بين طريق مكةوجدة، ومناطق محددة في الإسكان الجنوبي التي تشهد توافد بعض المواطنين خصوصاً في الإجازات الأسبوعية عليها. وتطغى الجنسية الإثيوبية على هوية العمالة المخالفة التي تسعى عادة إلى التخفي عن أعين الجهات الرقابية. وينطلق عمل المخالفين من الباحات المستأجرة إلى مواقع عدة في جدة يومياً، وتحدد كل مجموعة منهم منطقة مستهدفة، وتتوزع المناطق على كل المجموعات، بهدف عدم لفت الانتباه والأعين الأمنية. وبينوا أنهم ينطلقون من باحات (أحواش) ومواقع جنوبجدة، وبالقرب من سوق السمك الجنوبي، ومناطق يتم استئجارها في بعض الأحياء الشعبية لتكون «حظائر» للخيول، وتستخدم لصيانة الدبابات، مبينين أنه يتم الاتفاق في ما بينهم على مبلغ محدد يجب دفعه شهرياً لاستئجار هذه المواقع. وعند سؤالهم حول أرباحهم الشهرية واليومية من هذه التجارة، يؤكدون انخفاضها بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية عندما كان يصل دخل صاحب الدراجة الواحد 1800 ريال في عطلة آخر الأسبوع، بينما لا يتجاوز حالياً 600 ريال. وأرجعوا الأسباب المؤدية إلى هذا الانخفاض إلى أن المناطق ذات الكثافة من المتنزهين لا يمكن الوصول إليها إلا بمغامرة قد تفقد المغامر «الدباب» أو «الخيل». ويستأجر المخالفون الخيول والدراجات النارية من مواطنين، وبعض المقيمين من جنسية عربية، إذ أدى انخفاض الدخل في الآونة الأخيرة إلى كثرة المشكلات بين الطرفين في ظل اعتقاد المؤجرين بإخفاء المشغلين للأموال بهدف عدم دفع الإيجار المتفق عليه سلفاً.