بقيت خمس جولات على نهاية موسم الدوري الإنكليزي لكرة القدم، حيث الانتصارات والانكسارات والتألق والخيبات، لكن سيجمع كثيرون على أن هذا الموسم كان مميزاً لنيوكاسل، الذي اعتبره البعض الحصان الأسود في صراع الكبار. «الماغبايز» أو «التون آرمي»، مثلما يلقبه أنصاره، كان النكهة المثيرة في وليمة هذا الموسم، والفريق يسعى الى خطف احدى بطاقات التأهل الى التشامبيونز ليغ عن طريق احتلاله المركز الرابع، الذي يتساوى مع محتله الحالي توتنهام بعدد النقاط، ويتقدم عن صاحب المركز السادس والمتأهل الى الدور قبل النهائي من دوري الابطال تشلسي بفارق نقطتين وعن المخضرم ليفربول الذي يقبع سابعاً بفارق 13 نقطة. تألق نيوكاسل لم يكن وليد مصادفة، ففي كل مرحلة من مراحل هذا الموسم تألق عدد من نجومه، ففي البداية كان قلبا الدفاع كولوتشيني وتيلر والحارس تيم كرول نجوم الشهور الثلاثة الاولى، بعدها برز المهاجم السنغالي ديمبا با، بعروض تهديفية مثيرة، والى جانبه نجما خط الوسط شيخ تيوتي وصانع الالعاب يوهان كاباي، أما اليوم فيشبه البعض الجناح التونسي الاصل حاتم بن عرفة بنجم برشلونة ليونيل ميسي بعد هدفه الرائع ضد بولتون الذي بدأه من منتصف الملعب وتخطى أكثر من لاعب قبل ان يسجل، وطبعاً النجم الساطع حالياً بابيس سيسي المنتقل الى نيوكاسل في الانتقالات الشتوية، وشبهه البعض بمهاجم «المغابايز» الاسطوري آلان شيرر، خصوصاً انه سجل 10 أهداف في تسع مباريات فقط. هذه المجموعة المتألقة من نجوم يديرها المحنك آلان باردو، قادت الفريق الى خمسة انتصارات في المباريات الخمس الاخيرة، فهدف ابن عرفة الاخير أثبت نجاعة قرار باردو بضمه على رغم تحذيرات الكثيرين بانه «صاحب متاعب»، في حين وصف باردو هدف ابن عرفة المارادوني بقوله: «كان هدفاً مدهشاً. لا استطيع القول ان ابن عرفة هو ميسي الجديد لكن هدفه ينم على موهبة قريبة جداً من النجم الارجنتيني الذي كان ليفخر هو نفسه بتسجيل مثل هذا الهدف». ابن عرفة (25 عاماً)، الذي رحل عن مرسيليا في ظل خلافات تتعلق بانضباطه وعقليته الصعبة، كان على وشك الخصام ايضاً مع باردو الذي قال: «كان من المهم جداً ان يتعلم حاتم ما نفعله هنا وان يتأقلم ويندمج والا لما شارك في أي من مبارياتنا الامر لا يتعلق بحاتم فقط لكن بجميع أفراد الفريق، وهو أدرك هذا الامر الآن واصبحت مساهمته للفريق ولزملائه مهمة جداً وحيوية، وهو لعب دوراً كبيراً في وصولنا الى ما نحن عليه اليوم». والفضل في تألق الفريق يعود أيضاً الى باردو، الذي نجح في ضم سيسي من فرايبورغ الالماني في مقابل 9 ملايين جنيه، اعتبرها البعض صفقة الموسم بعد تألق النجم السنغالي وابراز غريزته التهديفية، خصوصاً انه يرتدي الفانلة الرقم «9» التي ارتداها أعظم هدافي النادي على مر تاريخه، وبينهم آلان شيرر وجاكي ميلبورن ومالكوم مكدونالد وليز فيردناند وقال سيسي: «أعلم ان الرقم 9 يعني الكثير هنا في نيوكاسل، وانا فخور جداً بارتدائي هذا الرقم. شيرر رفع سقف التحدي عالياً جداً وأنا سأسعى الى السير في هذا الطريق، وتوجب علي ان أتعلم ماضي هذا النادي وما يحمله من تقاليد وتراث وأن امضي عليها. أنا لا أسعى كي أكون شيرر الجديد بل ان أصون تراث هذا الرقم ولم أتخيل أبداً ان تكون بدايتي نارية واتمنى ان تستمر». ويتعين على نيوكاسل خوض مباريات صعبة في طريقه للحصول على المركز الرابع المؤهل للتشامبيونز ليغ، اذ سيلعب ضد ستوك وويغان وتشلسي ومانشستر سيتي قبل ان يختم الموسم برحلة إلى «غوديسون بارك» للقاء إيفرتون.