عندما سجل وايد ايليوت هدف بيرنلي الوحيد في مباراة الملحق النهائية ضد شيفيلد يونايتد، لتحديد الفريق الثالث الصاعد الى الدرجة الممتازة، فانه ضمن لفريقه مدخولاً بنحو 60 مليون جنيه استرليني سيتقاضاه على مدى الموسم المقبل من حقوق النقل التلفزيوني والاعلانات التجارية والمكافآت والجوائز، في المقابل فان كل هذه المداخيل سيفقدها العملاق الشمالي نيوكاسل، الذي كان أحد الهابطين الثلاثة الى جانب جاره ميدلزبرة ووست بروميتش البيون. اليوم، وللمرة الاولى منذ 20 عاماً، تعيش جماهير نيوكاسل حالة من الغضب والذهول والحزن المرير، بهبوط فريقها، لكن البعض منها ما زال يرى نوراً في نهاية النفق، خصوصاً اذا استمر المدرب ألان شيرر في قيادة الفريق، على رغم خلو سيرته من تدريب أي فريق، لكن نجم منتخب انكلترا السابق يعتمد على شعبيته الكبيرة، كونه كان احد النجوم المتألقين في الفريق في السنوات الماضية، ويبلغ تعلقه بالنادي مدى كبيراً، قاده الى الاعراب عن مرارته وحسرته علناً بعد الاخفاق والهبوط بصورة بليغة، لكن مخاوف مشجعي "الماغبايز" زادت من احتمال رحيل نجمهم المحبب، ورفضه الاستمرار في ظل بقاء رئيس النادي المنبوذ مايك آشلي. شيرر يتفاوض اليوم مع آشلي للتوقيع على عقد لأربع سنوات، لكن العثرات والحواجز كثيرة قبل التوصل الى اتفاق، ففي هذا الموسم الذي اسدل الستار عليه حديثاً، وتحت القيادة السقيمة لآشلي تعاقب على تدريب الفريق خمسة مدربين، فبعدما بدأ صاحب الشعبية الكبيرة كيفن كيغان الموسم، رحل بعد اسابيع قليلة بعد خلافات مع آشلي على خلفية سياسة ضم اللاعبين، خصوصاً بعدما عين المالك نجم تشلسي السابق دينس وايز لادارة شؤون انتقالات اللاعبين في النادي، ما أغضب كيغان وقاده الى الرحيل، ليحل محله مدرب بولتون السابق سام اولاردايس، الذي لم تتناسب خططه العقيمة وعقليته الدفاعية مع جماهير "الماغبايز" التي تعشق الكرة الجميلة، ليرحل بعد اسابيع قليلة ايضاً، ويحل مكانه المساعد كريس هيوتون، لمباريات قليلة، بدأت بعدها التخبطات والنتائج السلبية تظهر بوضوح، قبل ان يستعين النادي بمدرب ويمبلدون السابق جو كينير على امل قيادة سفينة "تون آرمي" الى بر الأمان، وهو نجح الى حد ما في تحقيق بعض النتائج الايجابية، لكن بعدما تعرض لأزمة قلبية فانه ابتعد مجبراً، ليستعين النادي باسطورته شيرر، الذي يفتقد الى أية خبرة تدريبية، فاستمر الاخفاق والنتائج الهزيلة ليهبط الفريق، لكن شيرر سيسعى، في حال وافق على البقاء، الى بدء عملية التنظيف واعادة البناء وتخليص النادي من اعباء مالية كبيرة ورواتب نجوم خيالية، خصوصاً ان النادي سيفتقد الى مداخيل كثيرة كان يجنيها من حقوق النقل التلفزيوني والاعلانات التجارية، على رغم انه سيحظى بنحو 11 مليون جنيه، او ما يعرف ب"باراشوت ماني" او "مال المظلة"، التي تمنحها عادة الدرجة الممتازة الى الفرق الهابطة كي تواجه أزماتها المالية الناتجة من الرحيل من الدرجة الممتازة. ووضع شيرر قائمة تحوي ما لا يقل عن 13 اسماً سيستغني عنهم النادي، في مقابل مادي وآخرون سيخلى سبيلهم مجاناً، وعلى رأسهم مهاجم منتخب انكلترا السابق مايكل اوين، الذي انهكته الاصابات المتكررة وافقدته تألقه المعتاد، وايضاً لاعب الوسط صاحب المشكلات الكثيرة والدائمة جوي بارتون، والمهاجم الاسترالي مارك فيدوكا، ومهاجم مانشستر يونايتد السابق الان سميث، الذين لم يشاركوا اساسيين خلال الموسم، وسيكون رحيلهم متوقعاً، فيما سيضطر نيوكاسل الى التخلي عن نجمه النيجيري اوبوفامي مارتنز الذي سيرفض اللعب بعيداً عن الدرجة الممتازة، كما من المتوقع ان يرحل المدافعون لويس انريكي وفابريسيو كولوتشيني وكاسابا ولاعبو الوسط اجناسيو جونزاليس وجوناس جوتيريز وكيفن نولان والمهاجم زيسكو، ما يخفف عبئاً ثقيلاً عن عاتق خزانة النادي. شيرر يدرك ان شعبيته كبيرة لدى مشجعي النادي، لكنه سيخضع لحسابات كثيرة في حال لم تكن عودة "الماغبايز" سريعة الى الدرجة الممتازة.