دشّن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان ملتقى حاتم الطائي، الذي ينظمه النادي الأدبي في حائل، في قاعة جامعة حائل. وقال رئيس نادي حائل الأدبي نايف المهيلب: «لقد مر من هنا قبل 1500عام يغيث الملهوف ويحمي المستجير، إذا قاتل غلب وإن غنم أعطى وإذا سئل وهب، إنه حاتم الطائي الذي تغنى به الشعراء واشتاق لرؤيته الغرباء»، مشيراً إلى أنه كان مدرسة في القيم ومنظومة في الشعر. وقال المهيليب إن هذا الملتقى «ليس ترفاً مادياً أو استعراضاً إعلامياً، وإنما هي نقلة نوعية تعيشها الأندية الأدبية في الآونة الأخيرة، في عصرها الذهبي»، لافتاً إلى أن الملتقى سيكون «مظلة سنوية وسقيفة حضارية تسهم في تشكيل الوعي وصناعة الخطاب الثقافي المتجدد، المتمسّك بالثابتين الديني والوطني، مع معالجة لقضايا الشباب وخصوصية المرأة وحاجات الطفل، وفق تأصيل منهجي معتدل، إضافة إلى تكريم ورعاية الكفاءات الثقافية والأدبية واحتضانها والاعتراف بجهودها وتتويجها في كل عام». فيما تطرق رئيس ملتقى حاتم الطائي الدكتور أحمد مهجع الشمري إلى تجدد إبداع أبناء منطقة حائل في مختلف المجالات، «ويأتي ملتقى حاتم الطائي نموذجاً على حرص أبناء المنطقة على الريادة والتميز». وقال إن سيرة حاتم الطائي، «الذي يعد علماً شهيراً في الفروسية والكرم والشعر، امتداد لدور النادي في إبراز هذا الجانب الذي ينقب في كل يوم في عمق التاريخ والتراث الحائلي ليبرز دررها وكنوزها ويقدم حائل من جديد في قالب متجدد»، مضيفاً أن الملتقى «يأتي في ضوء امتداد دور النادي فيدعم المخزون الثقافي في منطقة حائل». وارتجل الدكتور ناصر الحجيلان كلمة قال فيها إن اسم حاتم الطائي اختير «من القيم العليا عند العرب والكرم الذي اتصف به هذا الرجل». وأشار إلى أن طراز موروثات العالم وضع اسم حاتم الطائي على مستوى العالم، «واختيرت هذه الشخصية للإعلاء من قيمة الكرم... يجب أن تكرر هذه الخصلة في المجتمع، فالعرب هم من يكرمون الضيف بالطعام قبل الكلام، والغرب يستغربون من هذه الخصلة التي منبعها الكرم الحاتمي». وشاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن حاتم الطائي، وكذلك قصة واقعية نقلت عن حاتم بعد أن نحر فرسه لضيوفه، كما ألقى الشاعر منيف السلماني قصيدة نبطية بعنوان «صوت العشق» نالت إعجاب الحضور. وكرّم نادي حائل الأدبي رواد الكتاب والنقد من أبناء المنطقة، سواء من داخلها أم خارجها، ومن ضمنهم الأديب جارالله الحميد والدكتورة فوزية البكر، المرأة الوحيدة التي تم تكريمها، ومع ذلك لم تحضر الملتقى. إلى ذلك، احتضنت قاعة المؤتمرات الكبرى بالمدينة الجامعية في حائل صباح أمس الأربعاء، أولى فعاليات ملتقى حاتم الطائي. وكان المحور الأول بعنوان «حاتم الطائي بين الحقيقة والأسطورة، وأدار المحور الأول مدير جامعة حائل الدكتور خليل البراهيم، وشارك فيه الدكتور تنضيب عوادة الفايدي ومحمد القشعمي ومنى المالكي وطلال الطريفي. كما تواصلت مساء أمس فعاليات الملتقى في قرية توارن والحفير، وتناولت بعض الأبحاث شخصية حاتم الطائي في عيون الشعراء، وتجول المشاركون في قرية توارن للوقوف على قبر حاتم الطائي ومنازله، قبل التوجه إلى قرية الحفير لإقامة المحور الثاني من محاور الملتقى.