تشهد السياسة الإيطالية أزمة عميقة بسبب ملفات فساد جديدة، أعادت إلى الأذهان فضائح الفساد التي أسقطت في مطلع تسعينات القرن الماضي «الجمهورية الأولى»، وأدت إلى انهيار الأحزاب التقليدية التي واجهت سلطة موسوليني الفاشية وتداعيات الحرب العالمية الثانية. فبعد أسابيع من انفجار فضيحة الفساد واستخدام المال العام للأغراض الشخصية من قبل الأمين الإداري لحزب «مارغريتا» المنحل، شهدت «رابطة الشمال» الإيطالية الانفصالية هزّة عنيفة قد تُفضي إلى تشظّيها وزوال تأثيرها الانقلابي في السياسة الإيطالية، بسبب تورّط زعيمها التاريخي أومبيرتو بوسّي بملفات فساد مالي واستخدام سيئ لأموال الحزب، أفضت إلى استقالته من زعامة الرابطة. ودفع انفجار فضيحة الفساد الأخيرة قادة الأحزاب الثلاثة المؤيدة للحكومة التكنوقراطية برئاسة ماريو مونتي، إلى الإسراع في الاتفاق على رسم قواعد جديدة لتنظيم التمويل الحكومي للأحزاب السياسية وبرامجها الانتخابية. وما يزيد مخاوف الزعامات السياسية الحالية من تداعيات الفضائح الجديدة، أنّها تأتي متزامنة مع انحسار ثقة الناخب والمواطن بالأحزاب وبالسياسة عموماً، ومع نجاح حكومة التكنوقراط بزعامة مونتي في إخراج إيطاليا من الأزمة الاقتصادية وتخليصها من المصير اليوناني. وسيحدد القادة الحزبيون الإيطاليون، آنجيلينو آلفانو وبيير لويجي بيرساني وبيير - فيرديناندو كازيني اليوم، «بعض القواعد الأولى لضمان الرقابة على تمويل الأحزاب وشفافيتها». وأعلن بيان للمكتب الإعلامي في حزب «شعب الحريات» بزعامة سيلفيو بيرلسكوني أن «القواعد التي سيتّفق عليها القادة الثلاثة ستُعرض على القوى البرلمانية الأخرى غداً، لتقويمها في شكل مشترك»، وأشار البيان إلى الرغبة في التوصل إلى مصادقة «فعالة وسريعة» على القواعد المتّفق عليها. إلى ذلك، أكد «مرصد الأسعار والأسواق» التابع ل «المعهد الوطني للتوزيع والخدمات» أن إيطاليا ستشهد خلال الأشهر المقبلة ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية الرئيسة من بينها المعجنات والرز. وأوضح أن أسعار هذه المواد ستزيد بنسبة 5 في المئة، إلى جانب أسعار اللحوم والبيض. وتضمّن تقرير ل «المرصد» نتائج دراسة حديثة أشارت إلى «تسارع إيقاع التضخم في إنتاج الغذاء، على رغم ثبات أسعار المواد الأولية على قيمتها منذ بداية العام الماضي»، وأضاف: «كشفت المفاوضات بين الصناعة الغذائية وشبكات التوزيع الكبرى، التي شملت 46 منتجاً غذائياً، عن ارتفاعات جديدة وكبيرة في الأسعار». وأشار التقرير إلى ارتفاع الأسعار في مرحلة الإنتاج بنسبة تزيد عن 4 في المئة خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة، وبلوغ هذا الارتفاع 8 في المئة بالنسبة للحم البقر والبن والسكر، كما ترتفع هذه النسبة إلى 9 في المئة في صلصلة الطماطم. وارتفعت أسعار منتجات الألبان، بما فيها الحليب وجبن الموتزاريلا، نحو 4 في المئة، والبيض 5 في المئة.