الجزائر، بكين، كانبيرا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - طالبت الصين رعاياها في الجزائر بتوخي الحذر، غداة تهديد تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» بمهاجمة مصالحها ورعاياها في أفريقيا الشمالية، انتقاماً لمقتل اويغور مسلمين خلال أعمال عنف اندلعت في إقليم شينغيانغ (شمال غربي) في الخامس من الشهر الجاري، وأسفرت بحسب حصيلة رسمية عن مقتل 184 شخصاً. وأفادت سفارة الصين في الجزائر في بيان نشر على موقعها الإلكتروني «ندعو الشركات الصينية والعاملين فيها الى تعزيز التدابير الأمنية والإبلاغ فوراً عن أي وضع طارئ»، علماً ان 50 ألف صيني على الأقل يعيشون في الجزائر، لحساب شركات غنمت أكبر الصفقات والعقود في قطاعات حيوية كثيرة مثل البناء والطرقات ومنشآت المياه والسدود والطاقة والبترو - كيمياء. لكن أي مؤشرات لم تظهر في شأن مضاعفة إجراءات الأمن أمام سفارة الصين في شارع الشهداء بأعالي العاصمة، فيما يرتقب إخضاع العمال الصينيين الذين ينفذون مهمات تشمل مشاريع تتوزع في غالبية الولاياتالجزائرية لحماية أكبر، في وقت تفرض السلطات الجزائرية مرافقة أمنية إجبارية لكل طواقم الشركات الأجنبية وبينها الصينية منذ ان تعرضت قوافل فرنسية وأميركية وروسية لهجمات متفرقة بعد تحول «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى فرع «القاعدة في المغرب الإسلامي». وشهدت الجزائر سابقاً سلسلة هجمات فاشلة على قوافل أمنية تولت حماية عمال صينيين، وآخرها لقوات الدرك قبل أيام في المنصورة ببرج بوعريريج (240 كيلومتراً شرق العاصمة)، بعد إنجازها مهمة نقلهم. وهاجم مسلحون قافلة أخرى بقذائف «هبهاب»، وهو سلاح تقليدي يصنعه ناشطو التنظيم، وذلك لدى عبورها منطقة تملاحت بولاية البويرة (110 كلم شرق العاصمة)، ما أدى إلى جرح شرطيين اثنين كانوا يقلون عمالاً في شركة «ستيك سي ارسي» المكلفة إنجاز طريق سريع. كذلك شددت السلطات الفيليبينية التي تواجه تمرداً إسلامياً في مناطقها الجنوبية إجراءات الأمن في محيط السفارة الصينية ومكاتبها القنصلية. وقال أندريس كارو مدير إدارة الشرطة الوطنية إن «الشرطة طلبت من أجهزة الاستخبارات التحقيق في التهديدات ضد المصالح الصينية»، مشيراً الى ان ليو تشونغشيانغ الملحق العسكري الصيني في مانيلا طلب مساعدة الشرطة في حراسة المقار الديبلوماسية. وخطف عمال صينيون وتعرضت قوافل صينية لهجمات خلال السنوات القليلة الماضية في أنحاء العالم، استهدف بعضها استثمارات صينية ضخمة في باكستان والنيجر. في غضون ذلك، عارضت المنظمات الاويغورية في المنفى كل أشكال العنف، واستنكرت التهديد الذي أصدرته «القاعدة». وأعلنت جماعة «اتحاد الاويغور الأميركيين وجماعة «مؤتمر الاويغور العالمي» انزعاجهما من تقارير شبكة القاعدة في شمال أفريقيا، وأكدتا انهما تدافعان عن حقوق الإنسان الأساسية وحق تقرير المصير للاويغور الذين يشكلون حالياً حوالى نصف سكان إقليم شينغيانغ. وتعرض عمال صينيون للخطف وتعرضت قوافل صينية للهجوم على مدار السنوات القليلة الماضية في عدة مناطق في أنحاء العالم بها استثمارات صينية ضخمة من بينها باكستان والنيجر. وفي اورمتشي عاصمة إقليم شينغيانغ، فتح عدد متزايد من المتاجر أبوابها، فيما خفضت قوات الأمن عدد عناصرها المنتشرة في حي الاويغور المجاور للسوق الشرقية، لكنها واصلت عرقلة حركة السير جزئياً. وأوضحت لياو التي تعمل في محل لبيع الهواتف النقالة: «لم يتفاهم الاويغور والهان يوماً». وقال اويغوري يملك مطعماً: «نستأنف حياتنا الطبيعية بفضل هذا الانتشار الأمني، ولا نعلم إذا كان العنف سيتجدد». على صعيد آخر، طالبت الصين منظمي مهرجان ملبورن السينمائي الدولي في أستراليا بإلغاء عرض لفيلم وثائقي عن الاويغور يتضمن شهادات لربيعة قدير، زعيمة الطائفة المنفية منذ عام 2005 في الولاياتالمتحدة، والتي اتهمتها بكين بالتحريض على ارتكاب أعمال شغب عرقية. واتصل موظفو القنصلية الصينية بمنظمي مهرجان ملبورن السينمائي الدولي لحضهم على سحب الفيلم الذي يحمل عنوان «الشروط العشرة للحب» قبل افتتاح المهرجان في الثامن من آب (أغسطس) المقبل. وأوضح مسؤولو المهرجان بأن الطلب نقلته تشونمي تشن الملحقة الثقافية الجديدة للصين في ملبورن، مطالبة إياهم بتبرير إدراج الفيلم على لائحة المهرجان». ويتناول الفيلم قصة قدير وعلاقتها بزوجها النشط صديق روزي، وتأثير ذلك على أبنائها ال 11، بسبب مطالبتها بمنح الاويغور مزيداً من الحكم الذاتي، في ظل سجن ثلاثة من أبنائها. الى ذلك، حذر رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود من ان الحكومات والشركات الأجنبية تراقب طريقة تعامل الصين مع قضية اتهام المدير التنفيذي الأسترالي لشركة «ريو تينتو» ستيرن هو بسرقة أسرار دولة والتجسس. وقال: «نملك أستراليا مصالح اقتصادية كبيرة مع الصين الذين نذكرهم أيضاً بأن مصالحهم على المحك في علاقتهم مع أستراليا وشركاء اقتصاديين آخرين في العالم». وأضاف: «تراقب حكومات أجنبية وشركات هذه القضية التي من مصلحة الجميع حلها». وأفادت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية بأن شركة «ريو تينتو» البريطانية - الأسترالية «أفسدت» مسؤولين في 16 شركة صينية لصناعة الصلب شاركوا في مفاوضات أجريت لتحديد أسعار الحديد الخام، من أجل الحصول على معلومات صناعية حساسة.